لاحظنا ان المهتمين بشؤون التاريخ العراقي لم يذكروا هذه الرحلة : فللاستاذ كوركيس عواد مقالة ضافية عنوانها «المعرب من كتب الرحلات الاجنبية الى العراق » (1) ألحقها بقائمة الرحالة ، ولم يذكر سبستياني ، كما لم يفعل قبله لدنكريك في كتابه «اربعة قرون من تاريخ العراق الحديث» بالرغم من ذكره اسماء رحالة كثيرين ، ولم ينوه بهذه الرحلة الا الاستاذ يعقوب سركيس (2).
** كلمة اخيرة في الرحلة :
كتاب سبستياني ليس رحلة استطلاعية ، بل هو مجموعة ذكريات لذلك فهو لا يذكر من مشاهداته الا النزر القليل. ويتسم الكتاب بنظرة دينية او صوفية للامور ، فهو يستنتج من الاحداث المختلفة فكرة لتأمله الروحي ، فالحر الشديد ، على سبيل المثال يجره الى التفكير بعذاب النار في جهنم فيستغفر ربه ، ويتحمل الحر في الحياة الدنيا كي لا يراه بعد الموت! وخراب المدن التي يمر بها يجعله يفكر بزوال العالم ومجده!.
ولسبستياني نظرة فيها ترفع قومي ، وتزمت طائفي احيانا ، فمدينة بغداد مثلا هي لا شيء حسب قوله بالنسبة الى مدن اوروبا ... وله زلات وشطحات بالنسبة الى الطوائف التي من غير طائفته ، ولا نستغرب ذلك عند ما نضع الامور في اطارها الزمني.
(بغداد 1955) ج 2 ص 36.
पृष्ठ 13