Diestel (1) واستفسرت منهم عن الرجل ، فاجابوني ان اخباره قد انقطعت عنهم ، فساورني القلق بخصوصه وخفت عليه ، اذ كان من المفروض ان يصل الى المدينة قبلي ، نظرا لكوني مكثت في مالطة وحلب نحو ثلاثة اشهر.
في 4 آب (1656) تركت الموصل ، نحو الساعة الثالثة بعد منتصف الليل ، برفقة قافلة كبيرة ، فسرنا بمحاذاة دجلة في اماكن غير مأهولة ، وقد انتابني في تلك الليلة شعور الوحدة والقلق ، وفي الصباح توقفنا قرب النهر في منطقة تكثر فيها الحمامات وآبار القار الاسود ، ومياه تلك الحمامات حارة جدا لانها في غليان مستمر (2).
في تلك الليلة مررنا بجهينة (3) Gena وهي مدينة قديمة جدا واسعة الاطراف ، لكنها حاليا متهدمة خربة من اساساتها ، ولم يبق فيها بيت قائم. ووجدنا في طريقنا كميات كبيرة من القار ، مما اوجب علينا السير بحذر ، ثم انزلنا الرحال قرب دجلة ، فلمحنا وحشا ، لكنه هرب للحال.
ولما عاودنا السير مررنا بسلسلة من التلال تقع بمحاذاة مجرى النهر ، وهنا ايضا كان علينا ان نتقدم بحذر واناة كي نبعد عنا خطر الانزلاق والسقوط في الماء. ثم توغلنا في بقعة واسعة هي الموضع الذي لاقى فيه اربعون من العسكر الانكشاري حتفهم قبل ايام ، فرأينا عظامهم وبقايا جثثهم ، فتألمنا جدا لهذا المنظر المروع الذي
पृष्ठ 25