مصر ، والحديث الآتى ذكر خاص بالسيدة هاجر ومصر ، قال عليه الصلاة والسلام : «ستفتحون مصر وهى أرض تسمى القيراط ، فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لهم ذمة ورحما». وقال عليه الصلاة والسلام : «استوصوا بالأدم الجعد» والجعد بمعنى أسمر اللون ، ويطلق على القبط. وقال صلى الله عليه وسلم : «إن إبليس دخل العراق وقضى حاجته فيها ، ثم دخل الشام فطرد حتى بلغ ميسان ثم دخل مصر فباض فيها وفرخ وبسط عبقرته».
وقال صلى الله عليه وسلم الجزة روضة من رياض الجنة ، ومصر خزائن الله فى أرضه» ، كما قال عليه الصلاة والسلام : «إن ولد مصر معاف من الفتن ومن يريدهم بسوء إلا صرعه ولا يريد أحدا إهلاكهم إلا أهلكه ، من يقصده بسوء غير الله وجهه ، ونهرها نهر العسل ، ومأدبة من الجنة وكفى بالعسل طعاما وشرابا».
وكم من حديث شريف جاء فى شأن مصر ، إلا أننى اكتفيت بهذا القدر من الأحاديث وكم من عالم وشيخ وشاعر نظم شعرا فى مصر.
وقال الشيخ الكندى رحمه الله لا يعلم بلد فى أقطار الأرض أثنى عليه الله فى القرآن الكريم بمثل هذا الثناء ولا وصفه بمثل هذا الوصف ، ولا شهد له بالكرم غير مصر. كما مدح الإمام الشافعى والإمام الليث وعمر بن الفارض لمصر كأنما مدحوا إرم ذات العماد.
وقد سلف ذكر الحديث الذى قاله صلى الله عليه وسلم لأصحابه ترغيبا فى فتح مصر ، ولكن فى عهد النبوة لم يسترح صلى الله عليه وسلم من المغازى والسرايا ، وقال : «الأمور مرهونة بأوقاتها» ثم انتقل إلى الرفيق الأعلى وآلت الخلافة إلى أمير المؤمنين أبى بكر الصديق ، وفى عهده وقعت الفرقة بين الصحابة وظهرت أحداث متباينة ، فما استطاعوا إلى مصر التفاتا ، كما امتثل قول ربه : ( ارجعي إلى ربك ) (1)، وأفضت الخلافة إلى الفاروق عمر رضى الله عنه ، فعقد النية على فتح مصر.
पृष्ठ 71