* الفصل الخامس
* فى بيان آل الريان وذكرهم
بعد وفاة يوسف الصديق أصبح الملك ريان جبارا فى الأرض ، وكان من عبدة الأصنام ، وقد غرق فى النيل ، وأصبح (كاشم بن معدان) من بعده ملكا ، وأدركه الموت ، وجاء بعده الفرعون ابن حريم بن كنور ؛ بن زيد موسى واعتلى العرش فى منوف ، وكان مقدم موسى عليه بعد عشرين عاما ، وعمر أربعمائة سنة ، وكانت معظم أيامه حروبا مع موسى ، وآخر الأمر بينما كان يناشب موسى القتال ، غرق مع جنده ، فى موضع من بحر القلزم يسمى خليج قلوندر ، وهذا ثابت بقواطع الأدلة فى كل التفاسير ، وكان الملك من بعده لملكة تسمى دلوكة بنت زيباكا ، وقد شيدت معظم عمائر منوف من الحديد ، وكست كل عمائرها بالرصاص ، كما كفتت سطوحها بالنحاس الأصفر ، وزينت أبوابها بالنحاس ، وأنشأت سبعمائة حمام ، فما كان فى أرض مصر مدينة مثل منوف.
وفى اللغة القبلية : منوف اسم عروس ، أى أنها مدينة مزينة كأنها عروس الدنيا وأصبحت الملكة دلوكة زينة الدنيا بالسحر ، إلا أنها حكمت عشرين عاما ، وماتت فى الستين بعد المائة من عمرها ، وبعدها كان الملك «لدركون» ، وبعد موته كان الملك لابنه «تودس» ، وبعده الملك «لقاس» ، ثم الملك «مرينا» ثم ابنه «اسمارس» الذى قتل وهو أول ملك يقتل لأنه كان ظالما غدارا عاتيا ، وملك بعده «بطولس بن ميكاكل» ، وحكم أربعين عاما وخلفه ابنه «بالوس» ، ثم ملك «مياكل» وهو أخو بالوس ، ودام حكمه مائة وعشرين عاما ، وقد خرب القدس وبيت المقدس ، ولكن رمحه (1) الفرس الذى كان يركبه فهلك ، وملك بعده ابنه «مرتشوس» وجاء بعده «مرمورة» وكان عادلا منصفا يرعى جانب رعيته ، وعمر أرض القدس ومصر ، وعاش ستين عاما ، وجاء بعده «لقاس» ، وقتل فى الحرب ، وجاء بعده «قوبش» ، وسافر فى البر والبحر وأغار على خمسين إقليم ، وفى عهده خرج بختنصر من بلاد الأكراد يطلب دم يحيى النبى فجعل حلب ودمشق وبليسر وطبرستان
पृष्ठ 58