प्रथम यात्रा
الرحلة الأولى للبحث عن ينابيع البحر الأبيض: النيل الأبيض
शैलियों
وقد ازدادت مشاق السير وتضاعفت صعوباته بتناقص الماء في النهر على الدوام، حتى إن عمقه لم يزد في بعض الأماكن على نصف كولاج، وتعذر السير على كثير من مراكبنا.
وأقوام الدنكا يقيمون في الغرب ويرعون قطعانهم في يعقوبة الكائنة به، فلما أخبرهم بعض فرسان البقارة بقرب وصول الأتراك إليهم ذعروا وأخذوا يفرون، ولكنها لم تكن إلا حيلة من أولئك الفرسان الذين ألقوا الخوف في روعهم لاغتنام فرصة انزعاجهم ووقوع الاختلال بينهم لسلب مواشيهم، ولقد سلبوها فعلا وفروا بها إلى ناحية الغرب.
وبالنظر لتعطل حركة القوارب لقلة الماء جاءت إلينا الأخبار بأن الماء غزير في ناحية الشرق، فاغتنمنا هذه الفرصة للخروج من ذلك المأزق.
وتلك القبائل في قتال مستمر تقريبا، وهي كلما أسرت بعض الأسرى من أعدائها قتلتهم أو قايضت على كل منهم بثلاثين بقرة أو عشرة من عجولها. وقد اجتزنا هذه الأصقاع سالمين.
ولما دنونا من الضفة الشرقية جاء إدريس شيخ الدنكا إلى ذهبيتنا فأعطيناه ثيابا وأدوات من الزجاج المختلف الألوان، وأتحفنا بمثل هذه الهدايا جميع من كانوا معه، فسر بذلك سرورا عظيما.
والفضاء الفسيح بين نهر السوبات وجبل جيماتي تسكنه قبائل الدنكا التي لها عناية خاصة بتربية الماشية.
وتسكن الضفة الغربية قبائل الشلك، والبقارة، ولهم مثل هذه العناية بتربية الماشية والأغنام.
وفي 19 من الشهر الجاري هبت ريح موافقة من الجنوب، فوصلنا إلى «معاسة زيلاش» أو زيلات التي جنحت عندها القوارب كلها ما عدا اثنين، ولكننا تمكنا بقوة الرجال من تعويمها.
وفي الساعة السابعة وصلنا إلى مكان كان عمق الماء فيه أقل من نصف ذراع، ولكننا استطعنا الخلاص من هذا المأزق بالرغم من ذلك.
وفي يوم الخميس 22 محرم توفي اليوزباشي حافظ أغا وكان قد لزم الفراش منذ أيام، فبعد دفنه واصلنا السير في طريقنا.
अज्ञात पृष्ठ