नूबा के समय में यात्रा
رحلة في زمان النوبة: دراسة للنوبة القديمة ومؤشرات التنمية المستقبلية
शैलियों
مؤشرات حول مستقبل إقليم النوبة
الفصل الأول
منطقة بحيرة ناصر
النوبة كما رأيناها من الفصول السابقة ليست كينونة قائمة بذاتها، وإنما هي مكانيا وجغرافيا شخصية مكملة لتداعي كل الأحداث في حوض النيل.
فالنوبة مكانيا هي الطريق المزدوج الاتجاه بين مصر وأفريقيا حضاريا سياسيا، والنوبة جغرافيا هي منطقة التحكم في مسار النيل قبل دخوله واديه الأدنى في مصر.
لهذا كان هناك دائما توجه سياسي مصري نحو الجنوب منذ أقدم عصور التاريخ الفرعوني، وقد بلغ هذا التوجه مبلغا أدى إلى نشأة وظيفة حكام الجنوب أو أمراء أسوان منذ عصر الدولة القديمة، تمتد مهامهم من تأمين حدود مصر الجنوبية، إلى تأمين طرق التعدين والتجارة عبر صحراء الجنوب الشرقي، إلى المناجم العديدة ومواني البحر الأحمر. وكذلك كانت من مهام هذه الوظيفة فتح طرق التجارة إلى البلاد المدارية السودانية في صورة بعثات، هي خليط بين الحملة العسكرية والوفد التجاري. مقر حكم الجنوب كان في أسوان، لكن المراسلات مع العاصمة لا تنقطع، والخطط ترسم لمد النفوذ السياسي والتجاري والعسكري في شكل قلاع حصينة في النوبة.
مصر والنوبة في العصور القديمة كانت تجتاحها حركات كبرى للشعوب الزنجية الوافدة من الجنوب - غالبا نتيجة لتغيرات مناخية أدت إلى تغيرات بيئية - لهذا كان واجب حاكم الجنوب حماية النوبة، باعتبارها المدخل الجنوبي لمصر، والسعي إلى تجميد هذه الحركة من حركات الشعوب في العالم، والغالب أن هذه المساعي قد لاقت نجاحا لا بأس به، وإن لم تمنع أشكال التسرب البطيء، ومن هنا ظهرت بعض المؤثرات السلالية الزنجانية
1
في النوبة وجنوب الصعيد؛ مثل البشرة الداكنة والشعر الأسود الأكرت، وقد تضاعفت بعض هذه الصفات الزنجانية على مر الزمن نتيجة تجارة الرقيق بضعة آلاف السنين.
هذا التوجه السياسي نحو الجنوب استمر دون انقطاع، وإن شابه في أحيان فترات سلبية، إلا أنه أنجب ما نسميه في مصر والسودان بالعلاقة الخاصة جدا، برغم فترات من الجفاء على السطح وعلى المستوى الرسمي فقط، بينما التفاعل بين الناس في البلدين مستمر يأخذ مجراه العادي، وليس أدل على ذلك من حركة السودانيين الحالية من مصر وإليها عبر بحيرة ناصر، والتي تقدر سنويا بنحو ربع مليون شخص.
अज्ञात पृष्ठ