ज़की नजीब महमूद के विचारों में एक यात्रा
رحلة في فكر زكي نجيب محمود
शैलियों
وإذا كانت النتيجة الثانوية المترتبة على الفكر التنويري واستخدامه العلني للعقل، هي محاربة الظلم الاجتماعي والاستبداد السياسي في شتى صوره، فإننا نجدها بارزة أيضا في كل ما كتب مفكرنا الكبير، فهناك عشرات من المقالات التي تتحدث عن «الظلم» المتفشي في كل مكان، وعن الطغيان ابتداء من «الطاغية الصغير» الذي هو نموذج لطغيان الشرق، وبيانا للأجواء التي تؤدي إلى ظهور الطاغية، إلى «النفوس الفقيرة» التي تبطش بالأشياء والأحياء بطش الصبيان.
20
والتي يلخص فيها ضروب الطغيان في مجتمعنا «... الحاكم الشرقي طاغية، والرئيس الشرقي طاغية، والوالد الشرقي طاغية، والزوج الشرقي طاغية، والموسر الشرقي طاغية، طغاة هؤلاء جميعا لأن في نفوسهم هزالا يعوضونه بمظاهر الاستبداد بسواهم ...»
21
وفي مقالة «عند سفح الجبل» يتحدث عن الهوة الواسعة التي تفصل في بلادنا بين «القادة» وأبناء الشعب، وهو يصور القادة يتربعون فوق قمة جبل شاهق، يحيط به سحاب كثيف يعزل القمة عن السفح، ويشكل هؤلاء القادة مجموعات منوعة من اللجان التي تتحدث عن «الشعب» ومصالحه، ويتجادلون في نوعه الإصلاح الدستوري الذي يستوردونه من فرنسا وبلجيكا، ثم يتساءلون: هل يبدع الفنان فنه لنفسه، أو يصوغه لصالح الشعب.
22
وفي سخرية مريرة يصور الشعب عند سفح الجبل متجسدا في امرأة عجوز متداعية، ترتدي كومة من أسمال سوداء بالية، تجلس على جانب الطريق، وأمامها صندوق خشبي صغير تناثرت على ظهره سبع قطع قذرة من الحلوى! وهذا هو النموذج الحي للشعب الذين يبحثون كيف يهيئون له مصيفا، يستمتع فيه بهواء عليل حين تشتد الحرارة في يوليو وأغسطس ...
23
وليسمح لي القارئ أن أقدم له مثالا واحدا فقط يوضح لنا كيف يوجه مفكرنا الكبير سهام نقده إلى «السادة الحكام» أولا، ثم كيف يوظف فكرة فلسفية هي فكرة أفلاطون عن الجمال وارتباطه بالخير في نقد الأوضاع السياسية والاجتماعية المتردية عن بلادنا؛ وأعني بهذا المثال مقاله «إلى سادتي الحكام ...»
24
अज्ञात पृष्ठ