260

بالضعيف من الحجاج وكذا شيخ الركب معنا وأصحابه غير المستعجل منهم.

وفي هذا اليوم تركت مرحولي (1) وذهبت إلى الفاضل الكامل صهري سيدي عبد الله بن رحاب والصديق سيدي محمد الشريف وجماعة من الحجاج ليشتروا لي جملا أو جملين خفت من ضعف أو بقاء الجمال الحاملة للنساء فتقدمت أول الركب وكان الركب توجه نحو اليمين للصحراء ثم أن سيدي عبد الله أمر العلام لينشر رايته فإذا رآها الحجاج رجعوا إلى سطح العقبة فلما امتثل الركب وإذا بالحجاج انعكسوا دونه إلى أن رجع الكل إلى قرب السطح ونحن في ذلك من غير تراخ وإذا بالطامة الكبرى من الخيل قد عمت على الركب فظننا أنهم أهل الوطن أولاد علي إذ سطح العقبة وطنهم غير أنهم أحاطوا بالركب فأراد بعض أن يضربهم بالبندق فزجرهم سيدي عبد الله وغيره ظنا منهم أ، هم أهل الوطن فلما بادروا إلى الحجاج سبقت إلى أول الركب فأمرتهم بإناخة الإبل ليتصل آخر الركب بأوله فحص المقصود الذي رمته وأن الركب قد اجتمع إذ فيه نكاية العدو فأقام الناس على ساق الجد الاجتهاد على قدم واحدة ونحن كذلك وإذا بالصريخ وراءنا أن مرحول عبدكم ومرحول الشيخ قد أخذهما المحاربون فرجع الناس صفقة واحدة وذلك بعد وصول المحاربين إليهما فردهم الله خائبين منعكسين لسابق عناية الإله وفضل الأشياخ والأحباب وأسلافنا نابوا عنا جزاهم الله عنا خيرا فلما كنت في آثارهم وإذا بالمبشر يقول يا فلان قد سلم أهلك وأهل الشيخ فشكرت الله تعالى على ذلك بعد أن حصل الإياس لفرط تأخرهم جدا أو يحصل العطب لأصحابنا فالحمد لله على سلامة الكل غير أننا تغيرنا عن أخينا سيدي محمد الشريف إذ وقع بينهم وصار يزجرهم وينهاهم ويقول لهم هذا وفد الله ووفد رسوله فقبل منه بعضهم وأبى

पृष्ठ 283