بلسان فصيح يسمعه الناس كلهم فبعد ذلك رأوا الشيء عيانا وظهر الحق وزهق الباطل رفعوه وعظموه وجعلوا روضة على قبره وقد قيل فيه أنه ولد الشيخ سيدي علي المظلوم المدفون عند الحلق بان قيل أنه مظلوم في قتل ولده هذا.
وبعده توجهت لزيارة من في الجبل وقد قيل فيه اثنا عشر ألف قطب وانه ينيخ بأهله في الجنة كما ينيخ البعير بحمله وتوجهي (1) إنما هو على القنطرة التي عند الباب إذا سمعت أيضا من بعض الصالحين انه يقول من وقف على تلك القنطرة وتوجه للجبل فسأل الله شيئا إلا (2) أعطاه إياه.
وبعد ذلك دخلت بجاية وزرت الشيخ سيدي الصوفي ولم أحفظ من أمره شيئا إلا أن أهل بجاية يعظمونه غاية التعظيم وانه من أهل التصريف في بجاية نفعنا الله به آمين.
وبعده زرت خلوة الشيخ سيدي أبي مدين الغوث وقد زرت قبره والحمد لله في العباد في تلمسان أرض الجدار وزرت معه الشيخ السنوسي والإمام ابن زكري والعقبانيين والإمام ابن مرزوق وولدي الإمام وهؤلاء كلهم مؤلفون نفعنا الله بجميعهم وأبو مدين كان في القرن السادس في بجاية حتى سعى به بعض الشياطين من الحساد إلى أمير مراكش فبعث إليه فلما سمع أهل بجاية عزا مرة عليهم وأرادوا الخروج عن طاعته وقال خليفة بجاية لا تذهب فأني أخرج عن طاعته من أجلك فقال اذهب والله غير أن الناس لا يروني (3) ولا أراهم وذهب فلما قرب تلمسان أشار بموته فقال احملوني على بغلة فالموضع الذي تبرك فيه فذلك قبري فبركت في العباد
पृष्ठ 35