عمالة الجزائر نفعنا الله به آمين وقد مات ذلك العام قبل وصولنا مصر وقبره هناك بقرب من قبري (1) الشيخ الخرشي والشيخ عبد الباقي والشيخ خليل المالكي في القرافة الصغرى فيتولى هذا أمره وينتفع به أهل بلده فسكت الآخر وسلم له نفعنا الله بهما وبأسلافهما.
ثم إن ساحل حامد بلدة طيبة ذات زيتون ونخل وعمارة يبدو حسنها للرائي وهي في رأي العين لا نظير لها لكثرة مائها واتساع أرضها مع استوائها وجودة ترابها فبساتينها روضة من الرياض مجدولة جداويل (2) مع استواء بيوتها وتحسين أضلاعها فإن المرء إذا وصلها زال عليهم الهم والنكد لأن رؤية الخضرة والبحر والوجه الحسن تزيل الهم عن القلب وتفرج الغم عن الصدر وفي هذا الساحل أفاضل أحياء وأموات.
منهم أولاد الشيخ الفاضل ذي الفضائل والفواضل العلامة الكامل والفهامة الناقل ذي التآليف الحسنة والتصانيف المتقنة وقد رأيت بعضا منها كشرحه لابن عاشر فانه قد أجاد فيه وكذا كتابا في التنبيه على المحدثات في هذا الزمان من رقص الفقراء وتواجدهم ومعاملتهم فيما بينهم وادعائهم ما لم يصلوا إليه وعصيانهم وعدم امتثالهم ما يقتضيه الشرع وعدم اتعاظهم وسماعهم لذلك وبعدهم عن العلم وأهله وأنهم ظنوا أن الفتح على أيديهم وليس لغيرهم فيه نضيب غاية ما وصل إليه علماء زمانهم العلم الظاهر والسكون تحت النقول وذلك طريق العامة والمعتبر في زعمهم طريقهم إذ يعتقدون التنافي بين الشريعة والحقيقة والحق خلافه فإن الحقيقة لب الشريعة وغير ذلك من البدع.
पृष्ठ 220