أهل تلك الجهة إن كل رفقة استصحبت شيئا من تراب ذلك القبر فإنها لا يتعدى عليها أحد فيهم لا يزالون ينقلون ترابه فيجدده من يقصد الأجر من أهل تلك الجهة أو من المجتازين عليه وهو أول من أظهر السنة بطرابلس لما كانت في أفريقية الوقعة المعروفة بوقعة الشارقة سنة سبع وأربعمائة قتل فيها الشيعة واتباعهم وعلى يد الفقيه أبي الحسن قتل بطرابلس من قتل منهم وأول من قطع من الآذان حي على خير العمل وأذن في ذلك اليوم أذان أهل السنة بنفسه وقد قتل بنو عبيد بشرا كثيرا أسقطوا هذه اللفظة من آذانهم تعمدا أو نسيانا وأول من أقام للناس بطرابلس صلاة القيام وقد كان رسم هذه الصلاة انمحى من أفريقية قال الشيخ أبو الحسن القابسي رحمه الله تعالى لما دخل بنو عبيد القيروان أرادوا أن يمنعوا الناس من هذه الصلاة قال وليس شيء أشد على بني عبيد من هذه الصلاة فقيل لهم أنكم توغرون بهذا الفعل قلوب العامة فإنهم يقولون منعونا من الصلاة فأمروا الأئمة أن يختموا كل ليلة ختمة كاملة وإن لا ينقصون شيئا منها فصلى الناس من أول ليلة بوفره فلما كانت الليلة الثانية نقصوا ولم يزالوا ينقصون لثقل ما كلفوا به حتى خلت المساجد منهم كما أرادوا وأسقط الناس القيام بهذه الصلاة فكان الشيخ أبو الحسن ابن النمر أول من أحيى رسمها بطرابلس وقدم أبا مسلم موسى بن فرج فصلاها بالجامع الأعظم ولم تكن قبل ذلك صليت به لأنه من بناء بني عبيد وأول من أطلق للناس صلاة الضحى جهارا ولم يكن أحد في مدة بني عبيد يصليها إلا مستخفيا بها فإن ظهروا عليه قتلوه ومر بعض عمالهم برجل على شاطئ البحر يصلي وقت الضحى فسأله عن صلاته فذكر انه كان جنبا فلما مر بالبحر نزل واغتسل وقضى صلاة الصبح فلم يقبل ذلك منه وأمر به فألقي في البحر إلى أن مات انتهى كلامه (1).
पृष्ठ 206