182

عطفهم فلم يبق إلا التعلق بهم فلا يقال قد انعدم هؤلاء الآن وقد قل وجودهم أو على تقدير وجودهم قد ستروا بظلمة الزور والبهتان ودعاوي الزنادقة أو أنهم في الفلوات من الأرض أو ظهر بعضهم فقد منع الناس منهم الطعن فيهم لا سيما الفقهاء فإنهم قد طبعوا على القدح في جانبهم والخدش فيهم نعم لا تجد فيهم منورا من أجل ذلك إذ الفقهاء إن أحبوك مدحوك بما ليس فيك وإن بغضوك ذموك بما لم تتصف به وقبله العامة منهم وبالجملة فإن وجدت من فيه رائحة الذوق وظهرت علامة المعرفة فشد يدك عليه ولا تصبك غفلة وتفريط حتى تندم عليه لأنه أكسير زمانك فلا تهمل أمرك من هذا وألق السمع لما نبهناك عليه إذ هم الكعبة للزوار ولا تغمضهم (1) بعين الأزدراء وسوء الاعتقاد فتصير محروما مخذولا ممنوعا خصوصا إن أصابتك الواقعة (2) فيهم فيخاف عليك سوء الخاتمة والعياذ بالله تعالى هذا وإن من أحسن ظنه فيهم وجد في طلبهم مع الصدق وجدهم أقرب إليه من ريقه لفيه في محل لا يظنهم فيه فيحصل له سلم يرقى به إلى حضرة الله تعالى يعلم ذلك باليقين وإنما يجدهم مستورين بالقدح والخدش من هو مثل من يتعاطى الفقه والتطلب إذ خبرة خال عن الخميرة فهم الأسد ، في اجام الحسد ، وغيضة الاعتراض ، وغابة الانتقاض ، وقد علمت ما قالوا في الزباد من كونه نجسا لقربه من محل النجاسة ومعلوم كما سبق انه يحصل من غيره بمعاينة صدوره من قطعة من المبرزين في العدالة إذ عاينوه كذلك فهؤلاء أعظم منه نفعنا الله بهم.

تتمة فق لقي شيخ شيوخنا سيدي أحمد بن ناصر من فضلاء طرابلس سيدي أحمد بن عبد الواحد بن يوسف الزنزوري ثم الفزاني وهو ساكن بزاوية زنزور وأنشد له لنفسه حين وداع الشيخ :

पृष्ठ 199