176

وعقاقير ويجعلون هذا العود في فمها ويسدون عليه بحلقة الحديد ويجعلونها في مدفع على هيئة المهراس بعد ما يجعلون فيه البارود ويرفعون فم هذا المدفع نحو السماء فإذا مس بنار خرجت النار مشتعلة في الفتيلة وهي طالعة في الجو والريح تنفخها والنار في الفتيلة وعود الكلخ يزيد اشتعالا بما يصيبه من الريح وترى في الجو على هيئة النجم فلا تصل النار إليها حتى تسقط حيث تسقط اه .

تتمة هذه المدينة وأن نقصت حسا لأنها الآن لم يوجد فيها إلا حمامان وكذا الرباط فيها ومثلها الأسواق غير أنها لم تنقص معنى فإن خيرها كثير ونورها جدير نعم قد وجدنا فيها فرقا من أهل الخير والدين من طلبة العلم وغيرهم وبالجملة فمن يذوق أحوالهم ، وألقي السمع إليهم ، يرى بنور الله أفاضل أجلة ، وذوي المعرفة كالأهلة ، فليس لك أن تقول قل الخير وأهله ، وإنما قل على المحجوب والمعلول أفعاله ، وإلا فحضرة هؤلاء كاملة الأنوار ساطعة الأسرار ، لا تخلوا مواطنهم من المقربين والأبرار ، فيحق السعي إليهم ، مع خدمتهم ومودتهم والتحبب إليهم ، ليستمد منهم ويستفيد من أحوالهم ، ويقتبس من أنوارهم ، ليدخل في حضرتهم ، ويشرب من كأس قربهم ، وحينئذ يتخلق بخلق النبي صلى الله عليه وسلم فتسري فيه روحه الكريمة بل تسري فيه معاني أسماء الله وصفاته وينكشف له بالذوق عن كنه ذاته فترد عليه شطحات إلهية ، ومواهب صمدانية ، وأنوار فردانية ، فيغيب عن الأكوان بقدرة المكون حتى لا يراها إلا فتنة وبلوى إذ تقول بلسان حالها إنما نحن فتنة فلا تكفر فلا يسير حينئذ سيرة المهل غير أنه لو لا سلطان التمكين لطاش عقله لفجاءة البعث (1) فيقويه الله تبارك وتعالى في مقام الشهود وإلا اضمحلت نفسه (2) لمشاهدة الذات وكذا وصفه لمشاهدة وصفه وفعله لمشاهدة فعله فلا يرى السائر إلا

पृष्ठ 193