155

لا ينكر على العلماء والفقهاء وأهل السنة إلا ما كان مجمعا عليه فحينئذ علماء مصر في وقتنا هذا أعني المقتدى بهم وكذا شيخنا سيدي عبد الله السوسي وسيدي محمد الغرياني (1) بتونس وغيره من علماء الأمصار والقرى والبادية ممن عرف بالعلم والعمل به ممن يأخذ من الولاة ما يستعين به على نفسه وأهله فجائز لهم أخذه بلا شك كما تقدم النص عليه ومن أراد الإنصاف والانتصاف فقد نقلنا له ما يبني عليه في نفسه ويحمل عليه غيره من العلماء المقتدى بهم فلا يحتاج إلى التأويل (2) لأنه نص صريح في الإباحة وإلا أصابه ما أصاب المعترضين على أهل الله فيخاف عليه سوء الخامة والعياذ بالله وقد علمت عظم الوقيعة فيهم والاعتراض عليهم من غير قصد دواء لهم ولا الشفقة عليهم والرأفة بهم يرد من باب الله وإن كان محقا في اعتراضه قاله الشيخ زروق في قواعده.

انعطاف في الرجوع إلى المقصود من ذكر أحوالنا وإخواننا في طرابلس إذ قد اجتمعنا بعامته وخاصتهم إذ لهم مزيد في المحبة والاعتقاد في أهل الخير والتشبث بهم ولا شك أن هذه خصلة عظيمة شرعا لأن من أحب قوما كان منهم وحشر معم والتحبب لهم ومودتهم لقدر عظيم عند الله ولله رد القائل في قوله :

لي سادة من عزهم

أقدامهم فوق الجباه

والمعتقد والمحب كالمحسن إذا لم يقدر على الإحسان لقوله صلى الله عليه وسلم يبلغ المرء بنيته ما لا يبلغه بعمله وبيان هذا الحديث أن المؤمن لو كان يخلد في الدنيا لتمنى بقاء الإيمان معه على الدوام فجزاه الله بالخلود في الجنة وكذا الكافر لو كان

पृष्ठ 172