وأفرطوا حتى جعلوه مرضا ، فقال النابغة : (1) [الكامل]
نظرت إليك بحاجة لم تقضها
نظر السقيم إلى وجوه العود (2)
وتبعه جرير فقال : (3) [البسيط]
إن العيون التي في طرفها مرض
قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
[20 / آ] وأما المحاجر فما وصفها أحد بالوسن فيما أعلم.
وترتيب اللوذعي مع وصف المحاجر ، كترتيب الدل مع الشنب (4)، والتحاكم في ذلك إلى كثير ؛ وقوله : «معنوي» بعد : منخنث المعاطف ، أبعد من هذا ؛ ولقد استربت به حتى ظننت أنه مصحف ، ولا أتبرأ فيه من تصحيف. وذكر الانخناث في المعاطف ليس بدون هذا في القبح ، فإن اللفظ وإن كان له أصل في اللغة في اللين والتثني ، فقد رفعه كثرة (5) الاستعمال في وجه آخر ، وإنما جرت عادة الشعراء في وصف المعاطف بذكر التثني واللين والانعطاف لا (6) بالانخناث.
فثنى نصيب خنصره فقال له الكميت : ما تصنع؟ قال : أحصي خطأك. تباعدت في قولك : تكامل فيها الدل والشنب هلا قلت كما قال ذو الرمة :
انظر الأغاني : 1 / 348 حاشية 3.
पृष्ठ 101