233

تعقب ابن المواق (1) عليه ، وأنه تركه في مسودته. فعانى إخراجه صاحبنا الفقيه الأديب الأوحد أبو عبد الله بن عبد الملك (2) حفظه الله تعالى فقال لي : ومن هذا الرجل؟ فعرفته به وبما حضرني من تحليته ، وما أذكر من تقاييده ، ومن جملتها تذييله (3) على كتاب «الصلة» (4) لابن بشكوال ، وأنه كتاب متقن مفيد ، فعجب من ذلك وكتب ما أمليت (5) عليه منه. (6) وسألني عن موضعي فذكرت له مراكش ، فقال لي : بلادكم بعيدة وبين يومكم ويومنا في الطلوع والغروب مقدار ساعتين ، لأن بلادكم موغلة في الغرب (7).

وجرى معه ذكر أبي القاسم الشاطبي رحمه الله صاحب القصيدة المشهورة ، فوصفه بالحفظ العظيم ، وذكر أنه جرت مسألة بمحضره فذكر فيها نصا واستحضر كتابا ، فقال لهم : اطلبوها منه في مقدار كذا ، وما يزال يعين لهم موضعها (8) حتى وجدوها على ما ذكر ، فقالوا له : أتحفظ

पृष्ठ 302