لَهُ عَقْدًا، وَضَمَّ إِلَيْهِ الْجَيْشَ، ثُمَّ قَالَ: (يَا خَالِدُ [١]، سِرْ نَحْوَ طُلَيْحَةَ بْنِ خُوَيْلِدٍ الأَسَدِيِّ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ بَنِي أَسَدٍ وَغَطَفَانَ وَفَزَارَةَ، وَانْظُرْ إِذَا وَصَلْتَ إِلَى الْقَوْمِ وَنَزَلْتَ بِدِيَارِهِمْ وَسَمِعْتَ أَذَانًا، فَلا تُقَاتِلَنَّ أَحَدًا حَتَّى تَعْذِرَ إِلَيْهِمْ وَتُنْذِرَهُمْ، ثُمَّ دَسِّسْ إِلَى أُمَرَائِهِمْ وَأَشْرَافِهِمْ فَأَعْطِهِمْ مِنَ الْمَالِ عَلَى أَقْدَارِهِمْ، وَانْظُرْ إِذَا وَافَيْتَهُمْ، فَلا تَنْزِلَنَّ بِهِمْ نَهَارًا فَيَرَوْا عَسْكَرَكَ، وَيَعْلَمُوا مَا فِيهِ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ انْزِلْ بِهِمْ لَيْلا عِنْدَ وَقْتِ نَوْمِهِمْ، ثُمَّ ارْعُوا إِبِلَكُمْ وَحَرِّكُوا أَسْلِحَتَكُمْ، وَهَوِّلُوا عَلَيْهِمْ مَا قَدَرْتُمْ، وَإِنْ أَظْفَرَكُمُ اللَّهُ بِطُلَيْحَةَ بْنِ خُوَيْلِدٍ وَأَصْحَابِهِ، فَسِرْ نَحْوَ الْبِطَاحِ [٢] مِنْ أَرْضِ تَمِيمٍ، إِلَى مَالِكِ بْنِ نُوَيْرَةَ [٣] وَأَصْحَابِهِ (وَلَعَلِّي) [٤] آتِيكَ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى إِنْ قَدَرْنَا عَلَى ذَلِكَ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَلا قُوَّةَ إِلا باللَّه الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ) .
فَقَالَ خَالِدٌ: (يَا خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ، فَإِذَا أَنَا وَافَيْتُ الْقَوْمَ، فَإِلَى مَا أَدْعُوهُمْ؟) قَالَ: (ادْعُوهُمْ إِلَى عَشْرِ خِصَالٍ، شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شريك له، وأن
_________
[()] ولأهل الميدنة، وفيه بئر جشم وبئر حمل.
(ياقوت: الجرف) .
[١] انظر وصية أبي بكر لخالد بن الوليد في العقد الفريد ١/ ٤٠، مع خلاف في اللفظ.
[٢] البطاح: (بضم الباء) ماء في ديار بني أسد بن خزيمة، وهناك كانت الحرب بين المسلمين وأميرهم خالد بن الوليد وبين أهل الردة، وكان ضرار بن الأزور الأسدي قد خرج طليعة لخالد بن الوليد، وخرج مالك بن نويرة طليعة لأصحابه، فالتقيا بالبطاح، فقتل ضرار مالكا.
(ياقوت: البطاح)
[٣] مالك بن نويرة بن جمرة بن شداد اليربوعي التميمي، فارس شاعر من أرداف الملوك في الجاهلية، يقال له (فارس ذي الخمار)، وذو الخمار فرسه، وفي أمثالهم: (فتى ولا كمالك)، أدرك الإسلام، وولّاه النبي ﵌ صدقات بني يربوع، ولما ولي أبو بكر اضطرب مالك في أموال الصدقات وفرّقها، فتوجه إليه خالد بن الوليد وقبض عليه في البطاح وأمر ضرار بن الأزور الأسدي فقتله سنة ١٢ هـ-.
(النقائض ص ٢٢، ٢٤٧، ٢٥٨، ٢٩٨، معجم الشعراء ص ٣٦٠، الشعر والشعراء ص ١١٩، طبقات الشعراء ص ١٧٠، خزانة الأدب ١/ ٢٣٦، الإصابة ٥/ ٧٥٤- ٧٥٦، الأعلام ٥/ ٢٦٧) .
[٤] في الأصل كلمة مطموسة لعلها: (لعلي) .
1 / 70