============================================================
وقال رجل لعبادة بن الصامت. أقاتل بسيفي في سبيل الله آريد وجه الله عز وجل، ومحمدة المؤمنين، فقال : لاشيء لك ، فسأله ثلاث مرات، كل ذلك يردا عليه لا شيء لك، ثم قال في الثالثة. إن الله عز وجل يقول : (أنا أغنى الشركاء عن الشرياه، من عمل لي عملا وأشراك معي شريكا ودعت نصيبي شريكي) (1).
وذكر الله عز وجل في قول من رضي عنه من المؤمنين، فقال : {إنما ظعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا ))(2) فنفوا عن قلوبهم أن يريدوا مع الله خلفه.
وقال الضحتاك: " لا يقل أحدكم هذا لله ولك، ولا يقل أحدكم: هذا لله وللرحم، فإنه لا شريك له".
وضرب عمر رجلا بالدرة، ثم قال : اقتص مني (2) ، قال: بل أدعه لله ولك فقال له عمر: ما صنعت شيئا، إما أن تدعها لي فأعرف ذلك، أو تدعها لله وحده، قال : ودعتها لله وحده، قال : فنعم إذا.
فدلت هذه الآثار أن أعظم الرياء : إرادة العباد بطاعة الله عز وجل، وأن يكون ادناه إرادة المخلوقين وإرادة تواب الله عز وجل.
(1) أي : تركت نصيبي لشريكي من الناس حسب إرادة المرائي، ولا أقبل هذه القسمة، ويقولالمحاسي في آداب النفوس في باب الأرادة إن العبد قد يعتقد إخلاص عملة لله ثم يثبت كذبه بعد عشر سنين أو خمسين سنة كالرجل يصنع المعروف إلى رجل يعتقد أنه أراد الله ثم تدعوه الحاجة أن يطلب من المصنوع إليه المعروف شيئا فلا يجيبه فيذكر معروفه الذي صنع إليه منذ عشر سنين أو أكثر وثبت كذبه في دعواه. والحديث سبق تخريجه.
(2) سورة الإنسان، الآية: 9.
(3) وإنما ضربه لأنه رآه يكلم امرأة في الطريق ، فلما عرف أنها امرأته طلب منه أن يقتص منه ، فلما رفض الرجل القصاص حاكمه عمر إلى أبي بن كعب رضي الله عنهما أنظرها في ترجمة عمر من (سير السلف للحافظ إسماعيل الأصفهافي) .
166
पृष्ठ 165