138

============================================================

وقد يفعل ذلك أهل الغائب بغائبهم، تكنس له الدار والبيوت وتزين له (1) ليعلم أنهما قد أعظموا قدره وتأهبوا لقدومه.

وكذلك المقصر أمله متظهر مستعد متزين ، ليعلم الله عز وجل أنه قد أعظم قدر لقاء ربه وتزين وتظهر للقائه لئلا يسخط عليه، وأن يقبله ويرضى عنه .

ومما يهيج العبد على ذكر تخويف مسارعة الموت، ما أخبرتك من زوال الأوقات الي لا يجوز فيها الأمن له.

وكذلك يروى عن لقمان عليه السلام، أنه قال لابنه : " يا بني أمر(2) لا تدري مت يلقاك فاستعد له قبل أن يفجأك" .

وكذلك قال بعض الحكماء: " كرب بيد سواك (3) ، لا تدري متى يغشاك" .

وقال لقمان لابنه : "يا بني لا تؤخر التوبة، فإن ملك الموت يأتي بغتة" .

وقد روي عن بعضهم: أنه بات فلم يزل متلفتا يمينا وشمالا حتى آصبح، فقيل له في ذلك ، فقال : كنت أنتظر من أي شق يجيئني ملك الموت.

وقيل للربيع بن خيثم: كيف أصبحت؟ قال : أصبحنا ضعفاء مذنبين، نأكل أرزاقنا وننتظر آجالنا.

وقال رجل لسعيد بن أبي السائب : كيف أصبحت؟ قال : أصبحت أتوقع الموت على غير عدة.

باب ما يهيج على معرفة كراهية الموت وكربه وأما ما يهيج على معرفة كراهيته وكربه، وما يتغشاه من هوله : فإن ابن آدم إنما يألم من كل موضع من جسده، إن أصابته شوكة فما فوقها وجد الألم بروحه،الا (1) في ط: ويتزين له.

(3) يعني بيد الله سبحانه وتعالى.

(2) يريد بالامر : الموت.

138

पृष्ठ 137