بالأعمال لنخدم الله، ولنسبحه بالأعمال. •••
الحكيم من وجد سعادته في عمله فلا يشغل فكره ولا يضيع وقته في التفتيش عنها في البيت أو في المدينة أو في الجبال أو في قصور الوهم والخيال. ومن يتلاهى قانطا في تشريح نفسه وأفكاره ليقف على أسباب بؤسه وشدته كمن يزرع غصنا من الورد ويقتلعه كل يوم ليستطلع حال نموه. غصن نفسك تعهده بالتربية بدل أن تقتلعه صباحا ومساء لترى ما إذا كانت ظهرت فيه جذور السعادة أم لا، عملك واظب عليه فتنسى أنك سعيد، وهذا لعمري السعادة بعينها. •••
كل عمل يساعد على نمو قوى الإنسان الحيوية وحفظها - جسدية كانت أو عقلية أو روحية - وعلى حصر لوازم الحياة فيما يتطلبه الناموس الطبيعي فقط؛ هو عمل صالح شريف. •••
الحكيم من صار إلى غرضه دون أن يلوي على شيء مما حوله من أشواك الضغائن والأحقاد، ومن أشباح اللؤم والفساد. سر أخي في أمان ولا تقف بعد أن تخطو الخطوة الأولى، لا تقف فتسبق، ولا تتلفت وراءك فتسقط، نحن في زمن قد يكون الوقوف فيه تقهقرا، سر في أمان الله وخذ هذا البيت من الشعر ردده في طريقك كلما اجتزت عقبة من العقبات.
وما تجهمني ليل ولا بلد
ولا تكائدني عن حاجتي سفر
العمل هو يد السعادة اليمنى ويدها اليسرى الاقتصاد. •••
لتكن غايتك أكبر من مقدرتك فيصبح عملك اليوم أحسن من عملك البارح وعمل الغد أحسن من عمل اليوم. •••
الفضيلة الكبرى في الأعمال هي أن يكون كل عمل بذاته الغاية والواسطة، أن تكون لذته فيه لا في نتيجته. •••
السر في النجاح في أي عمل كان هو أن تقضي نصف وقتك مفكرا ونصفه عاملا فتعرف - إذ ذاك - غرضك وتسير توا إليه، تعرف - إذ ذاك - الطريق القويمة إلى محجتك فتسلكها، وكم أناس يفشلون؛ لأنهم لا يعرفون حق المعرفة محجتهم أو لا يهتدون إذا عرفوها إلى أقرب وأقوم الطرق إليها. فهم ينكتون في التراب كالدجاج ويكثرون من الحركة التي لا بركة فيها ومن الصياح الذي يجفل أطيار الفلاح، فيثيرون الغبار ويزعجون الجيران. والجوهرة التي يطلبونها تختفي أثناء ذلك تحت التراب الذي ينكتون فيه ويصيحون، فلو عملوا كالحكماء لا كالدجاج فبحثوا على مهلهم مفكرين لما كانوا يزعجون أحدا بغبارهم وصياحهم، ولما كانت حركتهم قليلة البركة، لو فتحوا عيونهم وتبصروا لما كانوا يدوسون بأرجلهم الجوهرة التي يطلبونها.
अज्ञात पृष्ठ