القَوْل فَاتبع أحْسنه] وَلَا أبهى من حلل الْمجد، إِذا كَانَت عَلَيْهَا من التَّقْوَى طرر مذْهبه، وقلايد من طَاعَة الله وَرَسُوله منتخبة، فَإِن تقوى أولى الرياسة وَالْمجد عز الدّين، وَظُهُور السّنة فِي هَذِه الميادين، وَهَذَا الْقرب من الْمَعْمُور، وَإِن نأي حسا لَا معنى، عَن مطالع ذَلِك النُّور، مستمسك بِحَبل السّنة وَالْجَمَاعَة [لَا يزَال أَهله على الْحق كَمَا قَالَ ﵇، إِلَى قيام السَّاعَة. [وَلما جعل الله] بعدوتيه، الدولتين الساهرتين النصرية والمرينية، على هدى، ومنح الْخلق مِنْهُمَا نَاس وندا، فاستولتا من الْكَمَال على مدا، وجعلتا التعاون فِي سَبِيل الله دينا وسبيلا مُبينًا، بِأَن أتحف الدولة المرينية بالإمداد والإنجاد، وأتحفتها الدولة النصرية بِأَجْر الْجِهَاد، ومرضاة رب الْعباد، فضفى السّتْر [وَالْحَمْد لله]، على الْبِلَاد، واتصلت الْأَيْدِي على الدفاع وَالْجهَاد. وَلما كَانَت أَحْوَال هَاتين الإيالتين، لم تزل على مر الْأَيَّام، وكبارهما، كَأَنَّهُمَا حَال وَاحِدَة، وضمايرهما على الصِّفَات متعاقدة، تنْتَقل بَينهمَا من ظلّ إِلَى ظلّ، وتجنح بِحَسب الدَّوَاعِي من مَحل كريم إِلَى مَحل، كَأَنَّمَا ينتقلون من يَد إِلَى يَد، ويترددون بَين قلب وكبد. فورد على هَذِه الْأَبْوَاب الجهادية، مِنْهُم صُدُور ميادين، وأعلام فضل وَدين، وآساد عرين، وأهلة من مطالع سَمَاء بني مرين، تلقاهم الرتب بانشراح صدورها، وتحلهم الْأَمْلَاك بَين شموسها وبدورها، وتستظهر مِنْهُم على أعدايها بكريم أودايها، فربعها بهم عَامر وآهل، وَبُيُوتهمْ فِيهَا يدل عَلَيْهِ سِنَان حايل، وجواد