من لوائكم الخفاق، ويتفق على عقيدة طاعتكم، فِيمَا لكم من الأقطار والأصقاع أَلْسِنَة الْإِجْمَاع والإصفاق. فقد وصل كتابكُمْ البرالوفادة، الجم الإفادة السافرة غمامته الْبَيْضَاء عَن بدر السَّعَادَة، المتحف بصنع الله الَّذِي خرق حجاب الْعَادة، فاجتلينا الْبَيَان الغض من حلل سطوره، وقرطنا الآذان بشذوره، وصدعنا فِي الحفل الْمَشْهُود بمنشوره. عرفتمونا فِيهِ بِالْفَتْح الَّذِي فتحت لكم أبوابه، والنصر الَّذِي يسرت لكم أَسبَابه، والسعد الَّذِي ضفا عَلَيْكُم جلبابه، والصنع الَّذِي ناشبت دولتكم المقتبلة الشَّبَاب فِرَاق شبابه، وشرحتم مَا آل إِلَيْهِ حَال مَدِينَة تلمسان، تقبل الله توبتها، وأسعد أوبتها، وَحَال من كَانَ قد تسور جدارها، واقتحم دارها، ومزق بِالْإِكْرَاهِ صدارها، لما دلفت إِلَيْهِ الليوث واستقبلته، فاستقبلته الكتايب والبعوث، وَأخذت عَلَيْهِ، بعرب الطَّاعَة بَغْتَة كقيام السَّاعَة، السهول والوعوث، وَمَا أبداه لما تغشاه رِدَاء من التمويه باللقاء، وَالْعَمَل على الثُّبُوت والبقاء، وتظاهر بِهِ من صيد العنقاء، والإخفار الَّتِي يستريب مِنْهَا لِسَان الْإِلْقَاء، وَمَا نشب أَن ركب اللَّيْل جملا، وَترك سائمته المهتضمة هملا، [وَلم يصرف] إِلَى غير طلب النجَاة بإفلاته، ولات حِين نجاته أملا، وَإِن أَوْلِيَاء الدولة السعيدية استولوا على الْمَدِينَة، فاستخلصوا حَقّهَا، وأوضحوا للطاعة طرقها، وَسَكنُوا راجفها، وأمنوا خائفها، وَرفعُوا عَن