شعر
كان فى خدمة الملوك أخطار عظيمة
لا يمكن للإنسان من أجل المنفعة أن يشرب دم نفسه
ومهما أثمر فضلك فى الدنيا
لا تأمن من خطرات جنونه 29
ولما توطد الملك لقباد وقوى غير من سيرته، وحاد عن جادة العدل، فرفع شأن الأشرار وقهر الأخيار، فبلغت روح الخلق التراقى 30 وبلغ السكين العظم، فاتفق الجميع بعضهم مع بعض وخلعوه، وكان له أخ يسمى جاماسب فأجلسوه على العرش، إلا إنه لم يكن له نصيب من شعاع السعادة والنور الإلهى، وكان فى تدبير مملكته بعيد الرأى عن الصواب، فأعطى قباد لبزرجمهر الذى كان ابن سوخر لينتقم لأبيه، ولم يعلم أنه أعقل من أن يقدم على مثل هذا، فرعى بزرجمهر جانب قباد، فغضب جاماسب منه وحقد عليه، فقال بزرجمهر لقباد: إن الخبر فى أن نتفق مع ملك الهياطلة ونطلب منه المدد، فاتصلوا به وجاء رسوله معززا مكرما وقدم خدماته، وأرسل معه جيشا عظيما، ولما ساق قباد الجيش، عرف أعيان وأركان المملكة أن لا طاقة لهم بحملته، فسجنوا جاماسب وقدموا معتذرين، فقابل قباد معذرتهم بالمغفرة، وأصبح ملكا وأسند الوزارة إلى بزرجمهر وظهر مزدك فى عهده.
حكاية:
أظهر مزدك الإباحية وسمى هذا مذهب العدل وتبعه قباد واعتنق مذهبه، وألغى العبادة بين الناس وسمح لهم أن يتصرفوا فى النساء وأموال بعضهم البعض، ولم يقبل أنو شيروان مذهبه، واستدعى العلماء والموابذة وتكلم معهم واتهم مزدك، ثم انصرف قباد عن مذهبه وسلمه لأنو شيروان، وكان أنو شيروان يعزه، وأمر أن يجمعوا أتباعه بحيلة وأقاموا جبالا فى حديقة، وجعلوهم عليها منكسين بدلا من الأشجار، وبعد ذلك أمر مزدك أن يمضى للحديقة للتنزه، ولما رأى تعجب فقبضوا عليه وصلبوه فوقها.
पृष्ठ 75