بهرام بن بهرام:
وكانوا يسمونه صلف بسبب أن تصلفه وتكلفه كان أثر من جميع الملوك، وكان تجبره إلى أبعد مدى ويعاقب عقابا كبيرا على ذنب ضئيل، وكان يتجاوز عتبة العتاب على الجرم الصغير ويصل إلى عقبة العقاب، وضاق الخلق من حكمه ونفروا من طبعه وعقابه، ومضوا إلى الموابذة والعلماء وطلبوا منهم المعاونة، فقال موبذ:
إنى أصلح أمرى هذا إذا أطعتمونى، فقالوا جميعا: نحن رهن إشارتك، قال: الصواب هو ألا يمضى إليه أحد ممن يعملون من الغد فى الصباح وألا يقوم أحد بعمل، فمثلا لو أراد الحصان فمن يضع له الركاب لا يذهب إليه، وإذا أراد الخبز فإن الطباخ يتغيب، وصنع الجماعة ذلك، وضجر من ذلك ضجرا عظيما وغلب عليه الجوع والخوف، وقدم عليه موبذ من الموابذة فى ذلك الوقت، وقال: أوقن بأنك لا تقدر على الملك وحدك ويحسن أن يكون ملكك مع أصدقائك، وملك بهؤلاء القوم، وبسبب هذا زال عن بهرام سوء خلقه، وسلك طريق العدالة، وكانت مدة ملكه عشرين سنة.
بهرام بن بهرام بن بهرام:
كانوا يسمونه ملك الملوك، وذكر محمد بن جرير الطبرى فى غرر السير أن مدة عمره كانت قصيرة كعمر الزهر، وكانت مدة مملكته أربعة أشهر، وأقام العدل فى هذه الأيام وأسعد الرعية بإحسانه الشامل، ولما توفى لم يكن له ولد، فأفضى الملك إلى أخيه.
نرسى بن بهرام:
كان ملكا كريما رحيما واستراح الخلق فى عهده، وكانت مدة حكمه تسعة أعوام.
هرمز بن نرسى:
كان عظيما شجاعا جبارا، ولما أصبح ملكا خشيه الناس وفزعوا، وذات يوم سأل حكيما ماذا ينبغى لى؟، فقال الحكيم: يجب أن يكون حكمك على الرعية مثل حكمك على نفسك حتى تكون جديرا بالملك وتستطيع أن تحفظه، ولما سمع هرمز هذا الكلام قبله، وسلك طريق العدالة فى الحياة، وجعل شعاره الحلم ولما توفى لم يكن له ولد وكانت امرأته حاملا، فعلقوا التاج على رأسها، وكانوا يحكمون حتى ولد شابور، وكانت مدة ملك هرمز تسعة أعوام، ويقال: سبعة أعوام وتسعة أشهر.
पृष्ठ 67