شعر
ما دمت أكلت من مائدة الدنيا
فانهض حتى يجلس الآخرون
فأجلس فيلاقوس الإسكندر على العرش، فكتب داراى بن داراب رسالة إلى الإسكندر، وعزاه فى وفاة والده، وطلب خراج الروم الذى كان يبلغ ألف بيضة من الذهب، فرد الإسكندر برسالة فحواها: أن الدجاجة التى كانت تبيض قد ماتت، وينبغى لك أن تبعد عنها كذلك، ولما وصل الجواب داراى اضطرب، وأرسل كرة وصولجانا وكيسا من السمسم إلى الإسكندر، أى أنت طفل ولك الآن وقت اللعب، ولو تمردت فسآتيك بجيش بعدد ذلك السمسم وأسقطك، فتفاءل الإسكندر بهذا جيدا، وقال: الكرة هى الأرض، والصولجان عبارة عن أنه يجب عليه أن يسلم لى كى أعمر الأرض، وهذا السمسم إشارة إلى أن تحريك الجيش ليس سهلا على، وعلى ذلك رد الإسكندر الرسول، وأرسل معه صرة من حب الرشاد ودجاجة فى قفص، يعنى جيش فى الصرة والكثرة مثل حب الرشاد والدجاجة إشارة إلى أنه يسهل عليها التقاط السمسم الموجود بالكيس، وضرب جيشك على أسهل من هذا، ولما بلغ داراى الجواب جهز الجيش وتحاربا وقتل فى هذه المعركة .
ويقال: إنه كان ابن فيلقوس اليونانى وهو حفيد عيصل بن إسحاق (عليه السلام)، وعاش ستا وثلاثين سنة، وحكم ثلاث عشرة سنة، واستولى على الربع المسكون بتمامه، ومن آثاره مدينة مرو وهراة وأصفهان وسد يأجوج ومأجوج، ويقال: إنه توفى عند رجوعه فى مدينة زور ويقال: فى بابل، ولم يقبل ابنه الملك واشتغل بالعلم والعبادة، ومن الحكماء الذين عاصروه الشيخ اليونانى وديوجانس الكلبى، وجعلوا بطليموس قائما مقامه، وكانت مدة حكمه أربع عشرة سنة.
पृष्ठ 58