तारीख अल-बनक्ती
تأريخ البنكتي
ولما بلغ هذا الخبر الأتابك أوزبك مات فى الحال حزنا وانتهى ملك الأتابكة، واتجه الخدم والحشم إلى السلطان، فمضى السلطان مع ثلاثين ألف رجل إلى بلاد جورجيا انتقاما منهم؛ لأنهم سبق أن أغاروا على نخجوان ومرند، ووصل فى الصباح إلى وادى كرنى الواقع على حدود بلاد جورجيا، وسيطر عليه سيطرة تامة، وأخذ معه رؤساءهم شلوه، وإيوانى فى السلاسل والأغلال، وكان شلوه قوى الجسم شديدا، ولما جاءوا به إلى السلطان، قال: أين ذهبت صولتك التى كنت قد تحدثت عنها؟، أين صاحب ذى الفقار؟، حتى يرى السيف اللامع والسنان الذى ينفث النيران؟، فقال شلوه: إن حضرة السلطان، هو الذى صنع هذا، وآمن فى الحال، وصار مسلما.
ووصل السلطان المظفر إلى دار الملك تبريز، وأكرم وأعز شلوه، وإيوانى حتى يعاوناه فى فتح جورجيا، وأسند إليهما أمر مرند، وسلماس، وأرميه، وأشنيه، وهيأ جيشا عظيما من الفرسان، والمشاة، وكان شلوه، وإيوانى قد قالا كلاما طبقا لحالتهم المزاجية فى ذلك الوقت، وتقبلا ذلك، ولما توجها إلى جورجيا، كان قد عبأ جيش جورجيا فى الخفاء، ووضعاه فى كمين، فعرف السلطان هذا وقضى عليهما، وقصد ذلك الجيش، وقتل أكثره، واستولى السلطان على مدينة تفليس وتلك الولايات، وخرب بعض الكنائس وأقام مكانها مساجد، وفجأة أسروا بخبر عن أن المغول يصلون بجيش عبر نهر جيحون قاصدا السلطان، فتوجه السلطان إلى العراق، ولما وصل أصفهان أخرج أكثر من مائة ألف من الفرسان والمشاة من أصفهان لدفعهم، وحشد الجيوش وعهد بالميسرة إلى أخيه الخائن غياث الدين، والميمنة إلى أورخان، ووقف بنفسه فى القلب.
ومن تلك الناحية شاغل الجيش باجى نويان، وياقون نويان، وآسان طوغان، وبايماس، وباينال، وتقابلوا معه، وتحاربوا فى بردجين من توابع أصفهان، وهرب غياث الدين غضبا من أخيه مع إيلجى بهلوان، ومضى منهزما إلى لرستان، ولما التقى الجيشان رفعت يد المغول اليمنى يد السلطان اليسرى، ومضى إلى لرستان، ورفعت يد السلطان اليمنى يد المغول اليسرى، ومضى حتى الرى، وما كان لأحد خبر عن الآخر، والتقت الجيوش، وبقى السلطان فى القلب وانتزع علمه، وأحاطوا به من كل جانب، وقتل الأتابك ركن الدين أبو الفتح علاء الدولة مسد (12) فى هذه الحرب، وحارب السلطان حروبا عنيفة حتى قفز من وسطهم، ومضى صوب لرستان، وأقام فى الوادى، واتصل به المنهزمون، وكان بعض أهل أصفهان من الذين قضى عليهم السلطان، فقدم المبشرون فجأة قائلين: إن السلطان قادم، فاستقبله أهل أصفهان، وأظهروا الفرح، ولما نزل كان أكثر الحشم غاضبين، وأمر بالشباب وعلى رؤوسهم براقع النساء أن يطوفوا فى المدينة، وكانت هذه الواقعة فى رمضان سنة أربع وعشرين وستمائة، ومضى السلطان بعد ذلك نحو تبريز، ومضى إلى جورجيا استعدادا للمغول.
पृष्ठ 418