तारीख अल-बनक्ती
تأريخ البنكتي
शैलियों
وذكر أبو الريحان آخذا من تقارير البراهمة وحكماء الهند: أن الطبيعة الكلية التى يقوم بها خلق العالم، أنها تفتى وتصبح لا شىء بدونها، وواجب الوجود لله تعالى، والطبيعة ممكنة الوجود، ولقبوا الطبيعة برهما، ومعناها المرشد أو الدليل، ويقرر المجوس أن برهما نبى مثل أى ملك يعيش دائما، ينظم ويدبر شئون العالم، وهو إشارة إلى هذه الطبيعة ويسمى الحكماء هذه الطائفة بالبراهمة، لهذا السبب لأنهم على مذهب الطبيعة، ويسمون عمر الطبيعة مائة عام برهمنى، وكل سنة ثلاثمائة وستون يوما، وكل يوم يتكون من أربعة ألف ألف وثلاثمائة وعشرون ألف عام، ويسمون اليوم الواحد هذا كلبا، ومن ترجمة أبى الريحان يسمون اثنى عشر ألف عام جترجوكى، وألف جترجوك يتكون منها كلبا، وهذه هى تلك المدة التى يقول عنها علماء الهند: إنها مجمع الكواكب السيارة والأوجات وتكون فى أول برج الحمل، وفى هذه المدة تكون الكواكب الثابتة قد مرت وتكون اثنتا عشرة ألف مرة على التوالى، وكل يوم ثلاثمائة وستون ألف سنة، وبناء على تقرير كالشرى فإن الجزء من اليوم المذكور يسمى كلبا، والمراد بذلك الأربعة عصور، وبما أن الكلب وهو العصر بالنسبة للبراهمة إذا مضى، فترتاح الطبيعة فى زمن يساويه من تعب الوجود مثل الليل الذى يرتاح فيه الإنسان والحيوان، ويقع الترتب والتركب والفساد من الكون، ولما يمضى هذا الليل البرهمنى يبدأ طلوع فجر يوم آخر، وتعود الطبيعة إلى اليقظة، ويروج الكون والفساد.
وقسموا يوم الكلب إلى ألف قسم، ويسمون كل قسم عصرا، ومقدار كل عصر أربعة آلاف عام وثلاثمائة وعشرون ألف سنة، كما أنهم قسموا هذا العصر إلى أربعة أقسام: دينار، وثلاثة أرباع، ونصف، وربع، وقسموا يوم الكلب مرة أخرى إلى تسعة وعشرين قسما: أربعة عشر منها سنة، ويسمون كل واحدة منها نوبة، وخمسة عشر قسما سنة، ويقولون عن كل واحد منها فصلا، ومقدار كل نوبة اثنان وسبعون عصرا، وكل عصر بمقدار قسمين ونصف من الفصل، وعليه فمدة كل نوبة مائة وسبعون وتسعة آلاف ألف وخمسمائة ألف عام، ومدة كل فصل ألف ألف سنة.
पृष्ठ 339