268

तारीख अल-बनक्ती

تأريخ البنكتي

शैलियों

الفصل الأول فى ذكر معتقدات أقوام النصارى فيما يختص بالمسيح

(عليه السلام)

ينقسم دين النصارى إلى اثنى عشر قسما حسب عدد ودعوة الحواريين الذين كانوا أصحاب المسيح، يتفق مرحسيا والبابا والباترك والجاثليق والأسقف والقسيس والرهبان والربان، وهم المقتدون بهم على أن عيسى ابن الله، إذ إنهم يقررون أن للحق تعالى ثلاث صفات، وكل الصفات ضمن هذه الصفات الثلاث: الوجود والحكمة والمحبة، فإن البارى تعالى عبارة عن الوجود المحض، ويسمونه الأب، ويسمون عيسى الحكمة وكلام الله، وباعتبار تأثير الأثر فى المؤثر يسمونه كرسطوس، والمراد من الأب والابن وروح القدس إذ إن ابتداء الكلام والتسمية والعملة الذهبية هى هؤلاء الثلاثة.

ويقول حكماء وفلاسفة النصارى: كان موجودا أو محسوسا أو معقولا، والمعقول هو الذى لا يدرك بمظهره، ويسمى النصارى الثانى الآلهة إذ جاء فى التوراة والزبور إله الآلهة، فإذا كان للموجود المعقول تعلق بالأجسام فهم يسمونه النفس والابن، وإذا لم يكن هناك تعليق، فإنهم يقولون عنه أنه مطلق أو واجب الوجود أو ممكن، ويجوز أن يكون الممكن هو العقل، وروح القدس، ويسمونه الواجب، وهو علة العلل الأب وأشرف العلل، ولهذا السبب يسمونه تعالى وتقدس الأب، ويسمون النفس بالابن لهذا السبب، لأنها تتقبل أثر واجب الوجود وروح القدس منزهة عن وسائل تحصيل كماله، تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا.

पृष्ठ 313