فقال هارون: نعم، قال: قل كيف كان ذلك، قال ذهبت ذات ليلة إلى حرم أبى، أردت أن أرتكب معصية مع إحدى السرارى، إلا إنى امتنعت وتبت عن ذلك خوفا من الله، فقال الشافعى: قل بالله مثل هذا، فقال هارون: والله هو كذلك، فقال الشافعى: حكمت أنك من أهل الجنة، فقال العلماء: بأى دليل؟، قال: بذلك الدليل الذى يقول فيه الحق تعالى: وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى 47؛ فقالوا من كان فى طفولته هكذا، فكيف يكون فى شبابه!، وكانت مدة عمره أربعة وخمسين عاما.

وتوفى أبو داود سليمان بن داود الطيالسى فى سنة مائتين وأربع وكان فى الحادية والسبعين من عمره، وتوفى هشام بن محمد السايب الكلبى، ويزيد بن هارون بن زادان الواسطى، وكان فى التاسعة والثمانين من عمره، وهو من أصحاب الحديث فى واسط سنة ست ومائتين، وتوفى فى نفس السنة جرير بن حازم، وشبانة بن سوار المدنى، والحجاج بن محمد الأعور الفقيه، وعبد الله بن النافع الصايغ المدنى مولى لبنى مخزوم، ووهب بن جرير، ونوفل بن إسماعيل، وروح بن عبادة، وهيثم بن عدى.

وتوفى محمد بن عمرو بن الواقدى مولى بنى هاشم المعروف بالواقدى سنة سبع ومائتين، وكان فى السابعة والسبعين من عمره، وتوفى فى نفس السنة يحيى بن الحسينى بن يحيى بن زيد بن على (كرم الله وجهه) فى بغداد، وصلى عليه المأمون، وتوفى أبو عمرو نفيل بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن خالد بن سعيد بن حرجة المكى المخزومى القارئ بمكة، وقتل المأمون إبراهيم بن عبد الوهاب بن إبراهيم بن محمد بن على بن عبد الله بن العباس المعروف بابن عائشة، ومحمد بن إبراهيم الأفريقى مع جماعة أخرى كانت فى الحبس فى سنة ثمان ومائتين، وتوفى أبو القاسم النبيل، وهو الضحاك بن مخلد بن سنان الشيبانى، ومحمد بن يوسف الفارابى فى سنة إحدى عشرة ومائتين.

पृष्ठ 168