तारीख अल-बनक्ती
تأريخ البنكتي
शैलियों
ولما وصلت الرسالة إلى أمير المؤمنين المأمون، سلموا الخلافة له فى نفس اليوم، وسمى المأمون طاهرا ذا اليمينين، وأمر بأن يتوجه إلى بغداد، وأرسل هرثمة إلى بغداد مددا له، واستولى طاهر على بغداد فى سنة ثمان وتسعين ومائة، وألقى محمد الأمين فى الماء؛ فانتشله رجال طاهر وحبسوه فى جوسق قاضى بغداد، وقتله غلام طاهر الذى كان يسمى فردوس، وكان فى الثامنة والعشرين من عمره، ومدة خلافته عام وسبعة أشهر وثمانية عشر يوما، وكان مقتله ليلة الأحد الخامس والعشرين من المحرم سنة تسع وثمانين ومائة، وكان له ولدان: الناطق بالحق موسى، والعالم بالحق عبد الله.
ويقولون: إن طاهرا أمر بقتل العالم بالحق عبد الله وهو حى، وكان ذلك فى ليلة قدم فيها قروى من بغداد فى الفجر، ونام بجوار قبر فى المقبرة، فرأى فجأة شعلة تظهر مع جماعة من الفرسان وتابوتا، ومشاة يجرون خلف جواد هذا الأمير، وكانوا يقبلون ركابه ويتضرعون، وكان يضربه بالسوط ويبعده، ووقع فى التراب، حتى وصلوا إلى رأس قبر ودفنوا هذا التابوت، وسووا القبر بالأرض، فوقع ذلك الماشى على رأس هذا القبر وكان ينوح، وسحبوه وحملوه ومضوا، فعرف القروى أن من فى التابوت حى، ففحر القبر وأخرج التابوت، فرأى شابا وسيما، وقال: من أنت؟، قال: أنا رجل كاتب حافظ وهؤلاء أعدائى، فقد غلبونى وقبضوا على، وحملونى إلى القبر على تلك الحال التى رأيتها، ولما قدر الحق تعالى الحياة لى أوصلك إلى، ألا تستطيع أن تخفينى؟، فقال القروى: إن قريتى قريبة وأحملك إلى هناك، وحمله إليها وأنزله فى داره، وهيأ له كل ما يحتاج، وأصبح معلما لأبنائه، وظل مجهولا حتى توفى فى عهد المعتصم سنة تسع عشرة ومائتين.
وتوفى أبو بكر شعبة بن عباس بن سالم الأسدى الكوفى فى زمانه سنة مائة وأربع وتسعين، وتوفى أبو سعيد ورش القارئ، وهو عثمان بن سعيد المقرئ فى مصر سنة خمس وتسعين ومائتين.
المأمون أبو العباس عبد الله بن الرشيد:
كان الخليفة السابع لبنى العباس والسادس والعشرين بالنسبة إلى النبى (عليه السلام)، كان ملكا عاقلا عادلا فاضلا واشتغل بالفنون والعلوم، وأقام مرصدا فى بغداد وينسب إليه الزيج المأمونى، ولما ولى الخلافة واستقر فى مرو، كان طاهر بن الحسين فى بغداد واستقر أمر العراق، ثار نصر بن المسيب فى الرقة سنة تسع وتسعين ومائة، واستولى على الموصل، فأرسل المأمون الحسن بن سهل السامانى، الذى كان أخا للفضل إلى بغداد، وأمر بأن يمضى طاهر لحرب نصر، ويعود هرثمة إلى خراسان، فأسر طاهر نصر بن المسيب وأرسله إلى المأمون، وبقى فى الرقة واليا عليها.
पृष्ठ 164