19

Rawdat al-Hukkam wa Zinat al-Ahkam

روضة الحكام وزينة الأحكام

अन्वेषक

محمد بن أحمد بن حاسر السهلي

प्रकाशक

رسالة دكتورة، جامعة أم القرى

प्रकाशन वर्ष

1419 अ.ह.

प्रकाशक स्थान

مكة المكرمة

انتهى حكم الدولة البويهية(١)، وقد حكمت من القرن الخامس مايقارب نصفه الذي هو عصر القاضي شريح الروياني رحمه الله.

ثالثا: الدولة السلجوقية (٤٤٧هـ - ٥٥٩هـ)

وبعد أن سقطت الدولة البويهية، وزال حكمها، وانقضت أيامها، وتخلصت منها الخلافة العباسية سنة (٤٤٧ هـ) على أيدي السلاجقة وكان "فيها بدو ملك السلاجقة، وفيها استولى ركن الدولة أبوطالب طغرل بك محمد بن ميكائيل بن سلجوق على نيسابور، وجلس على سرير ملكها، وبعث أخاه داود إلى بلاد خراسان، فملكها"(٢). ثم أخذت شوكتهم تتقوى، وسلطانهم يمتد، ورقعة ملكهم تتسع حتى شمل الجزء الذي كان يحكمه بنو بوية، عندما "ملك طغرل بك بغداد، وهو أول ملوك السلاجقة"(٣).

وبهذا أصبح شأن السلاجقة ظاهراً، وقوتهم ضاربة تخشى، وبدأ الخلفاء من بني العباس يفكرون في رابطة قوية تربطهم بهذه الدولة الفتية، وكان هذا التفكير نفسه هاجساً عند سلاطين السلاجقة، فتوافقت الرغبات في تقوية علاقتهم ببعضهم "فالسلاجقة أرادوا أن تربطهم بالخلافة العباسية رابطة وثيقة، وليس هناك أقوى من رابطة المصاهرة، لتحقيق أغراضهم، إضافة إلى أنهم كانوا يؤملون أن يرزق الخليفة العباسي بولد من إبنه السلطان، فيصبح هذا الحفيد خليفة، فيضموا بذلك ولاء الخلافة التام لدولتهم، وأما الخلفاء العباسيون، فيبدو أن هدفهم، كان ضمان استمرارية حماية الدولة السلجوقية للخلافة من الأخطار"(٤).

وقد تمت المصاهرة بين الطرفين، فتزوج الخليفة القائم بأمر الله، ببنت داود أخ السلطان طغرل بك، وكان سنة (٤٤٨ هـ). وفي سنة (٤٥١هـ) تقدم طغرل بك إلى الخليفة، يطلب منه الموافقة على الزواج من بنته، فاعتذر الخليفة عن هذا الطلب، لأن العادة، لم تجر به، فغضب طغرل بك من اعتذار الخليفة، وأخذ يمارس عليه ضغوطاً حتى

(١) انظر: المصدر نفسه.
(٢) البداية والنهاية ٤٣/١١.
(٣) المصدر نفسه / ٦٦.
(٤) نفوذ السلاجقة السياسي في الدولة العباسية /١٠٠.

17