============================================================
بلتمهر مازلارحيم الحمد لله مسعد البقاع ومشقيها، ومخيي الآثار ومبديها، وباسط الآمال وقايضها، ومشيد الأخوال وناقضها، مصرف أمره طؤعا وكزها، ومقدر الأرزاق في الدنيا لأهلها حين أراد لها عمارة وغمرا، يشر كلا لما خحلق له وسخره إلى أن يطول رجاه، وبسط أمله وهياه ليبدل في عمارة الدنيا حوله ويدقق حيله. فنحمده على أن ألهمنا أن نحمده، ونشكره على عيش أوغده، وتثني عليه تناء من أواه إلى ركنه وأسنده وبسط أمله حتى يسط في مشيد الدنيا يده، ونصلي على سيدنا محمد الذي أعلى الله به بناء الإسلام، وفتح بيد أحزابه ما نام في ظله الأنام، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه صلاة لا يفنيها تغاير الأيام والأعوام.
وبعد، فإن ذكر المعالم والآثار، والمعاهد والديار، ونعت من شيدها ومضى وقضى منها وطرا والأيام تخرب عمره وأثره، واترها والحوادث تفني أثره مما يزيد المرء اعتبارا، ويتحقق عنده أن هذه الدنيا ليست دارا؛ وفلك إما مزيد في عمل أو مقصر من أمل، أو مثير رحمة على فاعل أثر جميل، أو منبه أن كل بائن عما قليل.
ولما رأيت القضاعي والكندي رحمهما الله قد ذكرا خطط مصر المحروسة (143) وقرافتها، وجاء بعدهما الشريف النسابة رحمه الله فألف كتاب " النقط على الخططه فلم تبعد نقطه فلكهما ولا سلك غير مسلكهما ولا خرج عن ذكره المساجد المعروفة ولا وصف من الأمكنة ما كان ينبغي أن تكون الاستدراكات به موصوفة، ورأيت القاهرة المحروسة هي المصر على الحقيقة والمدينة التي أمست لمن جمعته من الخلائق فقد أغفلها كل لمصارحها(2) وغمض عينيه عن ذكرها مما (4) كذا بالأصل:
पृष्ठ 47