============================================================
مؤضوغ الكتساب مصر وقرافتها وذكر المساجد المعروفة، ولم يصف الشريف الجواني - الذي ألف بعد الكندي والقضاعي - من الأمكنة ما كان ينبغي أن تكون الاستداراكات به موصوفة. لكل ذلك ألف ابن عبد الظاهر كتابه "ففتح فيه - كما يقول المقريزي - بابا كانت الحاجة داعية إليه"(1).
وحرص ابن عبد الظاهر في مقدمة كتابه على ذكر الكتب التي طالعها أثناء جمعه مادة كتابه وكلها فقدت اليوم - فيما عدا كتاب "الاغتبار" لأسامة بن منقذ و "الذخائر والتحف" المجهول المؤلف "وسيرة أحمد بن طولون" للبلوي - وإنما تعرفنا عليها من خلال النقول المطؤلة عنها والتي احتفظ لنا بها المؤرخون المتآخخرون في القرنين الثامن والتاسع للهجرة، وعلى الأخص المقريزي وابن تغري يردي.
وتدور مباحث كتاب ابن عبد الظاهر بالأخص حول جطط القاهرة الأولى وتطورها إلى عصره، ولكن باختصار مخل في بعض الأحيان. وسبب ذلك أن النسخة الوحيدة التي وصلت إلينا من الكتاب نسخة سقيمة للغاية، فرغم أن ناسخها يذكر في نهايتها أنه تقلها من خط محيي الدين بن عبد الظاهر نفسه، إلا أنها جاعت مليعة بالتحريف والتصحيف والخطأ والسقط لجهل ناسخها بالكثير من أصول النقل والنشخ.
كما أن النسخة التي وصلت إلينا ليست النص النهائي للكتاب، فنحن تعلم أن ابن عبد الظاهر ألف الكتاب اكثر من تأليف، حيث جمع مسودة الكتاب أؤل مرة في سنة 947ه، وهو تاريخ النسخة التي وقف عليها ابن أييك الدوداري(1) ووصفها بأنها "مسودة بغير ترتيب ولا هي كلام متوال"()، كما جاءت بعض أخبارها ملخصة رجح ابن أيك أن ابن عبد الظاهر "كان يريد (1) المقريزي: الخطط 5:1. (2) ابن أيك : كنز الدرر 6: 137. (3) نفسه 140:6.
पृष्ठ 19