وما انقضى ظهر يوم الأحد إلا والنصر قد خفقت بنوده، والحق سبحانه [وتعالى] قد صدقت وعوده. وطائر الظفر قد رفرف جناحيه وطار باليمن والسرور، ونسيم الريح قد تحملت رسالة التأييد، فسارت إلى الإسلام بالصبا وإلى العدا بالدبور، والألطاف - ولله الحمد - قد زادت الإسلام قوة وتمكينا، ولسان النصر يتلو على مولانا السلطان: إنا فتحنا لك فتحا مبينا، والسيف قد طهر ديار الإسلام من تلك الأدناس، ومولانا السلطان يتلو ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس. وأمست الوحوش تحوش أشلاءهم، والحوائم ترد دماءهم. والعساكر المؤيدة في أعقابهم تقتل وتأسر، وتبدي كل عزيمة عليه في استئصالهم وتظهر.
[وتنظم أسنتها برؤوس القتلى، وتعقد لها على عقائل النصر فتزف لديها وتجلى، إلى أن ناحتهم بالخيف من مكان قريب، وبسطت فيهم السيف فسأل الأسر أن يسمح له بحظ فأعطي أيسر نصيب، وملئت من قتلاهم القفار، وأمسوا حديثا في الأمصار، وعبرة لأولي الأبصار.]
पृष्ठ 50