============================================================
هذا الكتاب من أولى بهذه المذكورات وأشياهها ومن المشكور الممدوح بحسن ثنائها أهل هذه الأوصاف المذكسورات المحمودات أم أهل أضدادها من الصفات المذمومات فأى الفريقين أولى بالهداية اهل المجاهدة أم غيرهم وقد قال الله تعالى : (والذين جاهدوا فينا لتهدينهم سبلنا) وأيهما أولى بعزل سلطان الشيطان عنه أهل التوكل أم غيرهم ، وقد قال الله تعالى: انه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ريهم يتوكلون} وأيهما أولى بالرجولية الذين قال الله تعالى فيهم : رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله}(1) أم الذين قال الله فيهم الهاكم التكاثر وأى الفريقين أولى بقوله فى الحديث الصحيح ماذئبان جائعان ارسلا فى غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه وأيهما أولى بفساد الدين أهل الحرص والطمع آم أهل الزهد والورع وأيهما أولى بقوله تعالى إن الإنسان ليطغى أن رآه استفتى}(2) الأغنياء آم الفقراء وأيهما أولى بقوله لة إن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة الحديث المتفق على صحته أهل المال والثروة أم أهل الفقر والقلة وأيهما عباد الرحمن المذكورون فى سورة الفرقان والذين قال فسيهم الملك المنان إن عبادى ليس لك عليهم سلطان وأيهما عبيد الدنيا والشيطان اللعين الذين قال الله سبحانه فيهم : { ومن يعش عن ذكر الرحمن تقيض له شيطانا فهو له قرين (3) والذين قال فيهم النبى (تعس عبد الدينار والدرهم وأيهما أولى باتباع السنة والاقتداء بالشريعة أهل الزهد والجد والأخذ بالعزائم الرفيعة أم أهل الرحص والتوانى وحب الدنيا الوضيعة الذين يحسبون أن السنة فى متابعة الحظوظ النفسية ولا يدرون أن أشرف الاتباع رفض الدنيا والاتصاف بالصفات السنية فكم من راعم أنه مقتد بالسنة ومتبعها وهو تارك للفروض ومضيعها كما قال السيد الجليل العارف بشر بن الحرث رضى الله عنه لما قيل له الناس يقولون إنك تارك للسنة يعنون ترك التزوج فقال قل لهم أنا مشغول بالفرض عن السنة وهل الفرض المتعين الا إزالة الصفات المذمومات من القلب من الحقد والحسد والرياء والعجب والكبر والأمل والغيبة والنميمة والكذب والتصنع والسمعة والخيلاء والشح والنفاق وغير ذلك من رذائل الأخلاق التى تطهر منها أهل الخوف والإشفاق الأكياس الحذاق أم الفرض المذكور معرفة البيوع والطلاق (1) سورة النور الآية 37 (2) سورة العلق الآيتان 2، 7.
(3) سورة الزخرف الآية 36.
पृष्ठ 36