============================================================
(قلت) وفى هذا المعنى قال بعض الشيوخ الكبار فى كرامات مريم ابتة عمران كانت فى بدايتها يتعرف إليها بخرق العادات بغير سبب تقوية لإيمانها وتكميلا ليقينها فكانت كلما دخل عليها ركريا المحسراب وجد عندها رزقا فلما قوى إيمانها وكمل يقيتها ردت إلى السبب وقيل لها (هزى إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا) (وكذلك) قال الشيخ الإمام العارف بالله المحقق شيخ الطريقة ولسان الحقيقة شهاب الدين السهروردى رضى الله عنه وخرق العادة إنما يكاشف به لموضع ضعف يقين المكاشف رحمة من الله تعالى لعباده العباد ثوابا معجلا لهم وفوق هؤلاء قوم ارتفعت الحجب عن قلوبهم وباشر بواطنهم روح اليقين وصرف المعرفة فلا حاجة لهم الى مدد من المخرقات ورؤية القدرة والآيات ولهذا المعنى ما نقل عن أصحاب رسول الله ل كثير من ذلك إلا القليل ونقل عن المتأخرين من المشايخ والصادقين اكثر من ذلك لأن أصحاب رسول الله لة لبركة صحبة النبي ومجاورة نزول الوحى وتردد الملائكة وهبوطها تنورت بواطنهم وعاينوا الآخرة وزهدوا فى الدنيسا وتزكت تفوسهم واتخلعت عاداتهم واتصقلت مرايا قلوبهم فاستغنرا بما اعطوا عن رؤية الكرامة واستلماع أنوار القدرة ومن بلغ من قوة اليقين هذا المبلغ يرى فى إجراء عالم الحكمة ما يرى الغير من القدرة ويرى القدرة ممكنه بل متجلية من سجف الحكمة فلو تجردت له القدرة وانكشفت له ما استسغرب والمستغرب للقدرة يقوى يقسينة بها لأنه محجوب بالحكمة عن القدرة قال وقد تكون للأولياء أنواع من الكرامات كسماع الهواتف من الهواء والنداء من بواطنهم وتطوى لهم الأرض وقد تنقلب لهم الأعيان وقد ينكشف لهم ما فى الضمير ويعلمون بعض الحوادث قبل تكونها من بركة متابعتهم رسول الله ة فأوفر الناس حظا من الصحة والقرب والعبودية أوفرهم حظا من متابعتة قال تعالى : ل(قل إن كثتم تحبون الله فاتبعونى يحبيكم الله*(1) .
(قال) وكرامات الأولياء من تتمة معجزات الأنبياء وكل رسول كان له أتباع ظهرت لهم كرامات ومخرقات للعادات هذا بعض كلامه رضى الله تعالى عنهم.
(وقال) الأستاذ الإمام ابو القاسم القشيرى رضى الله عنه وكل نبى ظهرت كرامته على واحد من أمته فهى معدودة من جملة معجزاته قال ثم هذه الكرامات قد (1) سورة آل عمران الآية 31.
पृष्ठ 33