============================================================
وجهه عن القيلة فإنه مات على غير السنة انتهى كلامهم.
(قلت) لعل الإمام الأوزاعى رضى الله عنه أراد بالسنة ههنا ملة إلاسلام والمعنى والله أعلم ان الإصرار على المعاصى يجر كثيرا من العصاة إلى الموت على الكفر والعياذ بالله عز وجل، كما جاء في تفسير قوله تعالى: ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأى أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون}(1) كان عاقبة الإساءة التكذيب بآيات الله والاستهزاء بها وذلك هو الكفر أعاذنا الله منه وسأذكر شيئا من ذلك الآن.
الكاية الرابعة والخمسون بعد الماثة روى أن أحد الناس حضرته الوفاة فكان كلما قيل له قل لا إله إلا الله قال: يارب قائلة يوما وقد تعبت أين الطريق إلى حمام منجاب وذلك أن امرأة خرجت في بعض الأيام تريد حماما، يقال له منجاب فلم تعرف الطريق وتعبت من المشى، فصادفت رجلا على باب داره فسالته عن الحمام، فقال هو هذا وأشار إلى داره فلما دخلت أغلق عليها الباب فلما عرفت أنه قد خدعها اظهرت السرور وقالت له اذهب هات لنا من السوق ما نطيب به وقتنا فبادر إلى ذلك وترك الباب مفتوحا فخرجت بخديعة حتى تخلصت بها من خداعة الباطل بارك الله فيها وذلك بفضل الله عليها وحفظه إياها، فلما رجع الرجل على نية الفجور بها لم يلق في بيته إلا الويل والثبور فخرج على رأسه هائما يدور وينشد البيت المذكور حتى جعله عوضا عن شهادة (أن لا إله إلا الله) وهو في غمرات الموت محضور تستجير من ذلك بالله الكريم الغفور.
المعاية الخامسة والخسون بعد اهاية روى عن آحر أيضا أنه كان حرفته بيع الحشيش وهو غافل عن الله تعالى فلما حضرته الوفاة كان كلما قيل له قل (لا إله إلا الله) قال حزمة بفلس.
وكان بعض الشيوخ بعد ذلك يقول لأصحابه اكثروا من الشهادة حتى تموتوا عليها كما مات هذا على هذه الكلمة التى عاش عليها.
(وروى) عن بعض الأخيار من أهل تلاوة القرآن الكريم أنه لما حضرته الوفاة كانوا كلما قالوا له قل (لا إله إلا الله) قال: {بسم الله الرحمن الرحيم طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى}(2) إلى قوله تعالى: {الله لا إله إلا هو له الأسماء (1) سورة الروم الآية 10.
(2) سورة طه : الآيتان : 1، 2.
पृष्ठ 162