الروض المربع
بشرح زاد المستنقع مختصر المقنع
1 / 1
الروض المربع
بشرح زاد المستنقع مختصر المقنع
للعلامة منصور بن يونس البهوتي (ت: ١٠٥١ هـ)
قوبل على نسخة مقروءة على المؤلف وخمس نسخ أخرى
تحقيق
أ. د خالد بن علي المشيقح
د. عبد العزيز بن عدنان العيدان
د. أنس بن عادل اليتامى
المجلد الأول
من أول الكتاب إلى نهاية كتاب الزكاة
1 / 3
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
إنَّ الحمدَ للهِ نَحمدُ ونَستعينُه ونَستغفِرُه، ونَعوذُ باللهِ مِن شُرورِ أنفسِنا ومِن سَيئاتِ أعمالِنا، مَن يَهدِه اللهُ فلا مُضلَّ له، ومَن يُضلِلْ فلا هادي له، ونَشهدُ ألا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى اللهُ عليه وعلى آلِه وصَحبِه وسلَّم تَسليمًا كَثيرًا.
أمَّا بعدُ:
فإنَّ أشرفَ العلومِ وأَعلاها قَدْرًا: العلمُ المتعلِّقُ باللهِ ﵎، إذْ الشيءُ يَشرُفُ بشرفِ مُتعلَّقِه، وإذا كان الله تعالى هو أعظمُ المعارِفِ سُبحانه فلا رَيْبَ أنَّ العلمَ الموصِلَ إليه هو أشرفُ العلومِ، ولذا تَنافَسَ الأولياءُ العارفون بالله في تحصيلِ هذا العلمِ والصبرِ على المتاعبِ المحتفَّةِ به، كلُّ ذلك لشرفِ هذا العلمِ في قلوبِهِم، وعظيمِ قَدْرِه في شَريعَتِهِم وعُقولِهِم.
ومِن ذلك: العلمُ الذي يُعرِّفُ العبدَ بمحابِّ اللهِ ومَراضيه، ومَكروهاتِه ومَساخِطَه، ليَتوصَّلَ إلى نَيلِ محبةِ معبودِه بفعلِ ما يحبُّ وتركِ ما يَكرهُ، وهو العلمُ الموسومُ عند العلماءِ بعلمِ الفقهِ.
وقد اجتهدَ العلماءُ منذُ قرونٍ متطاولةٍ بتذييلِه لطالبيه، وتسهيلِه على راغبيه، حتى انتظمَ لهذه الأمة مِن بعدِ القرنِ الثالثِ الهجري
1 / 5
أربعةُ مذاهبَ كان لها الصيتُ الذائِعُ في الأقطارِ، واجتمع عليها طُلَّابُ الفقهِ مِن جميعِ الأمصارِ، وتَعارَفَ الناسُ على أنَّ مَن أراد مَعرفةَ الأحكامِ الفقهيةِ فإنَّه يَحسُنُ به أن يَنتظِمَ أولًا في واحِدٍ تلك المذاهبِ الفقهيةِ المعروفةِ، التي قام أصحابُها بنظمِ مسائلِ الفقهِ في كتبٍ وأبوابٍ وفصولٍ، ووضعوا للاستدلالِ أصولَه وللاستنباطِ قَواعِدَه، وضَمُّوا النِّظيرَ إلى نظيرِه، وذَكروا الحكمَ بدليلِه، وصار لكلِّ مذهبٍ مِن هذه المذاهبِ كُتبٌ نفيسةٌ، منها الموسَّعُ ومنها المختصَرُ، ولكلِّ كتابٍ منها مَشرَبُه وطريقتُهُ، والله يُبارِكُ لمن يَشاءُ مِن عِبادِه فيما يُؤلِّفُ وفيما يُعلِّمُ وفيها يَعمَلُ.
وإنِّ مِن هؤلاء الأعلامِ العلماءِ، والمؤلفين الفقهاءِ: العلَّامةُ مَنصورُ بنُ يونسَ البَهُوتي ﵀، مُحقِّقُ مَذهَبِ الحنابلةِ عندَ المتأخرين بلا مُنازِعٍ، وعُمدَةُ الفقهاءِ العارفين بلا مدافِعٍ، ﵀ رحمةً واسعةً.
وإنِّ اللهَ جلَّ في عُلاه لا يَزالُ يُبارِكُ في علومِ الشيخِ مَنصورٍ البهوتي مِن خِلالِ ما كَتَبه من كُتُبٍ مباركةٍ، حتى صار جملةٌ مِن متأخري الحنابلةِ يُعوِّلون علىها في معرفةِ المذهبِ ودليلِه، ولا نَحسَبُ ذلك إلا بإخلاصٍ لامَسَ قلبَه، وجدٍّ واجتهادٍ فاقَ به كثيرًا ممن أتى بعدَه أو كان قبلَه، ولا نُزكي على اللهِ أحدًا، واللهُ لا يُضيعُ أجرَ مَن أحسنَ عَملًا.
1 / 6
وإنَّ مِن أدقِّ كُتبِه تحقيقًا، أجملِها تحريرًا، وأعمقِها عِلمًا، وأعلاها شَأنًا، وأوسَعِها انتشارًا كتابَه الممتعَ: (الرَّوْضُ المُرْبِعُ شَرْحُ زَادِ المُسْتَقْنِعِ مُخْتَصَرِ المُقْنِعِ)، الذي شَرَح فيه كتابَ العلَّامةِ مُوسَى الحَجَّاوِي (زاد المستقنع) شَرحًا مزجيًا، بَيَّن فيه حقائقَه، وأوضحَ مَعانيه وأَجلى دقائقه، وضَمَّ إليه قيودًا يَتعينُ التنبيهُ عليها، وزاد فيه فوائدَ يحتاجُ طالبُ فقهِ الحنابلةِ إليها، وجَمَّله بنصوصِ الوحيين تدليلًا، وبالأقيسةِ والمقاصدِ الشرعيةِ تَعليلًا، فَغَدا هذا الشرحُ روضةً مِن الرياضِ النَّاضرةِ، ومُمتِعًا للعيونِ النَّاظرةِ، حتى ذاع صيته في الآفاقِ، واعتَلَى مَن اعتنى به منابرَ العلمِ وَفَاق، بل صار مَدارُ عِنايةِ كثيرٍ مِن أهلِ العلمِ هذا الكتابِ، وحَطُّوا عندَه الرواحِلَ والرِّكابَ، وأوصوا به مَن بعدَهم مِن الطُّلَّابِ.
قال العلَّامةُ عبدُ الرحمنِ السِّعدي ﵀ في مقدمةِ كتابِه المختاراتِ الجليةِ: (ورأيتُ شَرحَ مختصَرِ المقنعِ للشيخِ منصور البهوتي أكثرها استعمالًا، وأنفعُها للطلبةِ في هذه الأوقاتِ).
ويقولُ الشيخُ عبدُ الرحمنِ بنُ قاسمٍ رحمه الله تعالى في مقدمةِ حاشيتِه على الروضِ: (فإن زادَ المستقنع وشرحَه قد رَغِب فيهما طُلَّابُ العلمِ غايةَ الرَّغَبِ، واجتهدوا في الأخذِ بهما أشدَّ اجتهادٍ وطَلَب، لكونِهِما مختصَرَين لَطيفَين، ومنتخَبَين شَريفَين، حاوِيَين جُلَّ المهماتِ، فائِقَينِ أكثرَ المطولاتِ والمختصراتِ، بحيثُ إنه يحصُلُ منهما الحظُّ للمبتديِ والفصلُ للمنتهيِ).
1 / 7
وإن مِن أنواعِ العنايةِ بهذا الكتابِ: تحقيقُ نَصِّه تحقيقًا عِلميًا، لتَعظُمَ فائدةُ قارئيه، وتَكثُرَ استفادةُ دارسيه.
فقُمنا بخدمةِ هذا الكتابِ -مُستعينين بالمولى، مُعترفين بالضَّعفِ إلا به- وذلك بالعنايةِ بخمسةِ أمورٍ:
الأولُ: جمعُ نُسخِه الخطِّيةِ ومقارنَتُها واختيارُ أعلاها جَودةً وحُسنًا، وفْقَ الأُسُسِ المتبعةِ في تحقيقِ كُتبِ أهلِ العلمِ، فكانت النسخة التي اعتمدناها أصلًا في التحقيق: نسخة مقروءة على المؤلف ﵀، وأَضَفْنا إليها خمسَ نُسخٍ أخرى عاليةَ الجودةِ كما ستراه في وَصفِ النسخِ الخطيةِ.
الثاني: تخريجُ الأحاديثِ والآثارِ تخريجًا يُعنى بمعرفةِ مصدرِ الحديثِ والأثرِ، وكلامِ المحققين حولَه مِن حيثُ التصحيحُ والتضعيفُ، وبيانُ العللِ وأجوبتِها، بصورةٍ وافيةٍ مختصرةٍ.
الثالثُ: ضَبطُ جميعِ كلماتِ المتنِ وغالبِ كلماتِ الشرحِ بالشَّكلِ صَرْفًا وإعرابًا، وتوضيحُ ما يحتاجُ مِن المفرداتِ إلى توضيحٍ، مِن خلالِ مصادرِ اللغةِ العربيةِ المعتمدةِ.
الرابعُ: العنايةُ ببدايةِ الفقراتِ ونهايتِها بحيثُ يُربطُ بين أركانِ الجملةِ الواحدةِ دونَ الفصلِ بينها، مع العنايةِ بعلاماتِ الترقيمِ التي تُبرِزُ المرادَ وتُسهِّلُ على القارئ فَهمَ الكتابِ.
الخامسُ: مراعاةُ التحشيةِ، حيثُ جعلنا هوامِشَ الكتابِ صالحةً للتحشيةِ وكتابةِ الفوائدِ.
1 / 8
فحَقَّقْناه -فيما نَظُنُّ- تحقيقًا عِلميًّا، مُوافقًا للمرادِ، شافِيًا للفؤادِ، فما كان فيه مِن صوابٍ فمِن اللهِ وحدَه، وما كان مِن خَطأ فمنَّا ومِن الشيطانِ، ونَرجو مِن اللهِ العفوَ والغفرانَ، ومِن القارئ النُّصحُ والبيانُ.
والحمدُ للهِ ربِّ العالمين
المحققون
٧/ ٥/ ١٤٣٨ هـ
1 / 9
ترجمة صاحب زاد المستقنع
- اسمه:
شرف الدِّين أبو النَّجا موسى بن أحمد بن موسى بن سالم بن عيسى بن سالم الحجَّاوي المقدسي، ثم الصَّالحي الحنبلي، الإمام العلَّامة، مفتي الحنابلة بدمشق، وشيخ الإسلام بها (١).
والحجاوي: نسبة إلى (حَجَّة)، من قرى نابلس (٢).
- مولده ونشأته:
ولد بقية حجَّة من قرى نابلس، سنة ٨٩٥ هـ.
قال ابن حميد ﵀: (وبها نشأ، وقرأ القرآن وأوائل الفنون، وأقبل على الفقه إقبالًا كليًّا، ثم ارتحل إلى دمشق فسكن في مدرسة شيخ الإسلام أبي عمر، وقرأ على مشايخ عصره، ولازم العلامة الشويكي في الفقه إلى أن تمكن فيه تمكنًا تامًّا، وانفرد في عصره بتحقيق مذهب الإمام أحمد، وصار إليه المرجع، وأمَّ بالجامع المظفري عدَّة سنين، واشتغل عليه جمع من الفضلاء ففاقوا) (٣).
_________
(١) شذرات الذهب (١٠/ ٤٧٢).
(٢) السحب الوابلة (٣/ ١١٣٤).
(٣) السحب الوابلة (٣/ ١١٣٤).
1 / 10
- فضائله وثناء العلماء عليه:
قال ابن بشر ﵀: (كان له اليد الطولى في معرفة المذهب، تنقيحه، وتهذيب مسائله، وترجيحه) (١).
وقال ابن الشطي ﵀ في مختصره: (هو مفتي الحنابلة بدمشق، والمعوَّل عليه في الفقه بالديار الشامية، حاز قصبة السبق في مضمار الفضائل، وفاز بالقدح المعلى لدى تزاحم الأفاضل، جامع أشتات العلوم، بدر سماء المنطوق والمفهوم، صاحب المؤلفات التي سارت بها الركبان، وتلقاها الناس بالقبول زمانًا بعد زمان، والفتاوى التي اشتهرت شرقًا وغربًا، وعم نفعها الناس عجمًا وعربًا، الحبر بلا ارتياب، والبحر المتلاطم العُباب، شمس أفق العلوم والمعارف، قطب دائرة الفهوم والعوارف، ذو التحقيقات الفائقة والتدقيقات الرائقة والتحريرات المقبولة، والتقريرات التي هي بالإخلاص مشمولة) (٢).
وقال الغزي: (انتهت إليه مشيخة السادة الحنابلة والفتوى، وكان بيده تدريس الحنابلة بمدرسة الشيخ أبي عمر) (٣).
_________
(١) عنوان المجد (١/ ٢٢).
(٢) مختصر طبقات الحنابلة ص ٩٣
(٣) تسهيل السابلة (٣/ ١٥٢٦).
1 / 11
- مشايخه:
أخذ العلم عن جماعة من العلماء، منهم:
١ - الشيخ محب الدين أحمد بن محمد بن محمد العقيلي النويري المكي الشافعي، خطيب الخطباء بالمسجد الحرام.
٢ - الشيخ نجم الدين عمر بن إبراهيم بن محمد بن مفلح الصالحي.
٣ - العلامة الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد الشويكي، صاحب كتاب: (التوضيح في الجمع بين المقنع والتنقيح).
٤ - الشيخ محمد بن علي بن محمد، الشهير بابن طولون الدمشقي الحنفي، صاحب المؤلفات الكثيرة.
- تلاميذه:
أخذ عن العلامة الحجاوي جماعة من أهل العلم المعروفين، منهم:
١ - ابنه الشيخ يحيى الحجاوي.
٢ - الشيخ محمد بن إبراهيم بن أبي حميدان النجدي، وقد لازمه سبع سنين ملازمة تامة.
٣ - الشيخ زامل بن سلطان بن زامل الخطيب النجدي.
٤ - الشيخ أحمد بن محمد بن مشرف الوهيبي التميمي
1 / 12
الحنبلي، ولازمه ملازمة تامة ثم عاد إلى نجد وتولى القضاء في أشيقر.
٥ - العلامة شهاب الدين أحمد بن أبي الوفاء بن مفلح الوفائي الدمشقي الحنبلي.
وغيرهم من أهل العلم والفضل من أهل بلده وغيرهم.
- مؤلفاته:
منها ما هو مطبوع - وهو الأغلب -، ومنها ما لم يطبع، وهي:
١ - الإقناع لطالب الانتفاع.
٢ - زاد المستقنع في اختصار المقنع.
٣ - حاشية التنقيح.
٤ - منظومة الآداب الشرعية وشرحها.
٥ - شرح منظومة الآداب لابن مفلح.
٦ - منظومة الكبائر.
٧ - حاشية على الفروع.
٨ - شرح المفردات.
٩ - شرح غريب لغات الإقناع.
1 / 13
- وفاته:
توفي يوم الخميس، الثاني والعشرين من ربيع الأول سنة ٩٦٨ هـ، ودفن بدمشق (١) ﵀.
_________
(١) شذرات الذهب (١٠/ ٤٧٢).
1 / 14
ترجمة صاحب الروض المربع
- اسمه:
منصور بن يونس بن صلاح الدين بن حسن بن أحمد بن علي بن ادريس البهوتي الحنبلي، شيخ الحنابلة بمصر، وخاتمة علمائهم بها، الذائع الصيت البالغ الشهرة (١).
والبهوتي: نسبة إلى (بهوت)، بلدة بمصر، من الغربية (٢).
- صفاته وأخلاقه:
قال محمد السفاريني ﵀: (كان كثير العبادة، غزير الإفادة والاستفادة، رحل إليه الحنابلة من الديار الشامية والنواحي النجدية والأراضي المقدسة والضواحي البعلية، وتمثلوا بين يديه، وضربت الإبل آباطها إليها، وعقدت عليه الخناصر، وقال من حظي بنظره: هل من مفاخر؟ وكان جوادًا سخيًا، له مكارم دارَّة، وبشاشة سارَّة) (٣).
وقال المحبي ﵀: (كان ممن انتهى اليه الإفتاء والتدريس،
_________
(١) خلاصة الأثر (٤/ ٤٢٦).
(٢) مختصر فتح رب الأرباب بما أهمل في لب اللباب (ص ٩).
(٣) النعت الأكمل ص ٢١٠
1 / 15
وكان شيخًا له مكارم دارَّة، وكان في كل ليلة جمعة يجعل ضيافة ويدعو جماعته من المقادسة، وإذا مرض منهم أحد عاده وأخذه إلى بيته ومرَّضه إلى أن يُشفى، وكانت الناس تأتيه بالصدقات فيفرقها على طلبة العلم في مجلسه ولا يأخذ منها شيئًا) (١).
- شيوخه:
أخذ الشيخ منصور البهوتي ﵀ عن جماعة من العلماء، منهم:
١ - الشيخ يحيى بن موسى الحجاوي ﵀، الشهير بابن الحجاوي.
٢ - الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الدنوشري ﵀، الشافعي اللغوي النحوي.
٣ - الشيخ محمد بن أحمد المرداوي الحنبلي ﵀، نزيل مصر وشيخ الحنابلة في عصره بها، وكان أكثر أخذه عنه.
٤ - الشيخ عبد الرحمن بن يوسف بن علي البهوتي الحنبلي ﵀.
وغيرهم من أهل العلم والفضل.
_________
(١) خلاصة الأثر (٤/ ٤٢٦).
1 / 16
- تلاميذه:
رحل الناس إليه من الآفاق لأجل أخذ مذهب الإمام أحمد رضى الله عنه، حيث انفرد في عصره بالفقه، كما يقول المحبي.
وأخذ عنه كثير من متأخرين الحنابلة، يقول ابن بشر ﵀: (أخذ عنه الفقه جماعة من النجديين والمصريين وغيرهم) (١)، وتقدم كلام السفاريني في النواحي التي قدم منها التلاميذ للأخذ عنه، ومن هؤلاء التلاميذ:
١ - الشيخ عبد القادر الدنوشري ﵀.
٢ - الشيخ يوسف الكرمي ﵀.
٣ - الشيخ جمال الدين يوسف بن محمد الفتوحي ﵀.
٤ - الشيخ القاضي عبد الله بن عبد الوهاب بن مشرف الوهيبي التميمي ﵀، قاضي العيينة.
٥ - الشيخ ياسين بن علي اللبدي ﵀.
٦ - الشيخ محمد بن أحمد بن علي البهوتي الحنبلي ﵀، المشهور بالخلوتي، ابن أخت الشيخ منصور، وقد لازمه مدة طويلة.
_________
(١) عنوان المجد في تاريخ نجد (٢/ ٣٢٣).
1 / 17
٧ - الشيخ صالح بن حسن البهوتي ﵀.
- مؤلفاته:
تعتبر مؤلفات الشيخ منصور ﵀ المصدر المعول عليه عند المتأخرين من الأصحاب ممن أتى بعده، وجميعها مطبوع مرارًا ومعتنى بها ولله الحمد والمنة، وهذا من بركة علمه ﵀.
قال الشيخ عثمان بن منصور ﵀: (أخبرني بعض مشايخي عن أشياخهم قالوا: كل ما وضعه متأخرو الحنابلة من الحواشي على أولئك المتون ليس عليه معوَّل إلا ما وضعه الشيخ منصور، لأنه هو المحقق لذلك، إلا حاشية الخلوتي، لأن فيها فوائد جليلة) (١).
وهي على سبيل الحصر:
١ - كشاف القناع عن الإقناع.
٢ - حاشية على الإقناع.
٣ - شرح منتهى الإرادات، وسماه: (دقائق أولي النهى لشرح المنتهى).
٤ - حاشية على المنتهى، وسماها: (إرشاد أولي النهى لدقائق المنتهى).
_________
(١) عنوان المجد (١/ ٥٠).
1 / 18
٥ - منح الشفا الشافيات في شرح المفردات.
٦ - عمدة الطالب لنيل المآرب.
٧ - إعلام الأعلام بقتال من انتهك حرمة البيت الحرام.
٨ - منسك مختصر، لم يطبع مفردًا، وقد قام الشيخ أحمد المنقور ﵀ بجمعه مع غيره من مناسك الأصحاب المتأخرين، وسماه: (جامع المناسك الثلاثة الحنبلية).
٩ - الروض المربع شرح زاد المستقنع، وهو كتابنا هذا.
- ثناء العلماء عليه:
قال الغزي ﵀: (هو الشيخ الإمام شيخ الإسلام، كان إمامًا هُمامًا، علامة في سائر العلوم، فقيهًا متبحرًا، أصوليًّا مفسرًا، جبلًا من جبال العلم، وطودًا من أطواد الحكمة، وبحرًا من بحور الفضائل، له اليد الطولى في الفقه والفرائض وغيرهما) (١).
وقال المحبي ﵀: (كان عالمًا عاملًا، ورعًا متبحرًا في العلوم الدينية، صارفًا أوقاته في تحرير المسائل الفقهية، رحل الناس إليه من الآفاق لأجل أخذ مذهب الإمام أحمد ﵁، فإنه انفرد في عصره بالفقه) (٢).
_________
(١) النعت الأكمل ص ٢١٠
(٢) خلاصة الأثر (٤/ ٤٢٦).
1 / 19
وقال محمد الخلوتي ﵀ في هامش المنتهى: (بلغت قراءة على شيخنا العلامة من طنَّت حصاة فضله في الأقطار، ومن لم تكتحل عين الزمان بثانية ولا اكتحلت فيما مضى من الأعصار، وهو أستاذي وخالي الراجي لطف ربه العلي) (١).
وقال ابن حميد: (وبالجملة فهو مؤيد المذهب ومحرره، وموطد قواعده ومقرره، والمعول عليه فيه، والمتكفل بإيضاح خافيه) (٢).
- وفاته:
كانت وفاته ضحى يوم الجمعة عاشر شهر ربيع الثاني سنة إحدى وخمسين وألف بمصر، ودفن في تربة المجاورين رحمه الله تعالى (٣).
قال الشيخ محمد الخلوتي: (مرض من يوم الأحد خامس شهر ربيع الثاني، ومات يوم الجمعة عاشره من سنة ١٠٥١ هـ، وكانت ولادته على رأس الألف، فعُمره إحدى وخمسون سنة، كسنة وفاته، ﵀ ورفعه في الفردوس أعلى غرفاته).
_________
(١) السحب الوابلة (٣/ ١١٣٣).
(٢) السحب الوابلة (٣/ ١١٣٣).
(٣) خلاصة الأثر (٤/ ٤٢٦).
1 / 20
توثيق اسم الكتاب
لم يذكر المؤلف في مقدمة كتابه اسم شرحه هذا، كما لم نقف على تسميته له في شيء من كتبه الأخرى، ولذا فإن المخطوطات التي بأيدينا اختلفت في ذكر اسم الكتاب اختلافًا يسيرًا.
فجاء على غلاف النسخة التي نُسخت عام (١٠٨٥ هـ) بخط أحمد اليونين البعلي، باسم: (شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع).
وفي النسخة التي كانت عند الشيخ محمد بن إبراهيم بن سيف المتوفى بعد عام (١٢٦٨ هـ)، والتي نُسخت سنة ١٢٤٧ هـ، باسم: (الروض المربع بشرح زاد المستقنع مختصر المقنع).
وفي النسخة التي كانت عند الشيخ ابن سعدي باسم: (الروض المربع شرح زاد المستقنع مختصر المقنع).
وجاء في بعض النسخ الخطية الاقتصار على: (الروض المربع شرح زاد المستقنع)، وبعضها بزيادة الباء في (شرح).
وقد اعتمدنا ما في نسخة الشيخ محمد بن إبراهيم بن سيف، لكونه قد قابلها على النسخة المقروءة على المؤلف، فيقرُبُ والله أعلم أنه أخذها من تلك النسخة.
1 / 21
وصف النسخ الخطية
إن لكتاب الروض المربع حظوةً كبيرةً لدى علماء المذهب منذ حياة الشيخ منصور البهوتي إلى يومنا هذا، مما جعل الكتاب يَكثُرُ نَسخُه والعنايةُ به، ولذا نجد في مكتبات المخطوطات العامة والخاصة عددًا وافرًا من النسخ الخطية لهذا الكتاب تصل إلى العشرات، منها ما هو كامل، ومنها ما فيه نقص يسير، ومنها ما نقصه كثير.
كما أن هذه النسخ تختلف من حيثُ الصحة والضبط والإتقان، ومن حيث عناية أهل العلم بها، وما إلى ذلك من الفروقات المعروفة عند أهل العلم عامة وأهل المخطوطات خاصة.
وقد اطلعنا على عدد كبير من نسخ الروض المربع، وجمعنا منها ما أمكننا جمعه، وقمنا بالنظر فيها والمقارنة بينها، فاخترنا منها ست نسخ، هي أفضلها وأصحها على ما نعتقد، والله أعلم.
- نسخة المكتبة العباسية في البصرة:
يجدر الإشارة إلى أن بعض فهارس المخطوطات ذكرت أن ثَمَّ نسخة من نسخ الروض المربع هي بخط المؤلف ﵀، وأن هذه النسخة محفوظة في المكتبة العباسية بالبصرة ورقمها (٥٩٠)، وعدد أوراقها (٤٠٤) ورقة، وبسبب الظروف التي تمر بها العراق من فتن
1 / 22