रव्द बयान
روض البيان على فيض المنان في الرد على من ادعى قدم القرآن
शैलियों
أي إذا أبطلت قولك بقدم القرآن المتلو بالألسن المسموع بالآذان المحفوظ في الصدور المكتوب في المصاحف لما رأيت من البراهين الباهرة والحجج القاهرة، والتجأت إلى مقالة الأشعرية وقلت أن القرآن الذي أصفه بالقدم هو غير المتلو المسموع المحفوظ المكتوب، وإنما هو كلام آخر غير هذا، وهذا ترجمان عنه. فهذا الترجمان مخلوق لما ذكرتموه من الأدلة، والمترجم عنه قديم لأن الله لم يزل متكلما، فلاولا أن كلامه قديم لما جاز أن يوصف به في الأزل.
قلنا : إذا أثبتم قرآنين: أحدهما هذا الذي تقوم به الحجة علينا وهو الذي كلفنا بما فيه، وثانيهما قرآن آخر غير هذا، فأي دليل لكم على أنهما قرآنان ؟ ولو قدرنا إثبات قرآنين (¬1) - كما ذكر تموه - لكان الخلق حكما فيهما معا، لأنه يجوز على كل واحد منهما ما يجوز على الآخر، وما جاز عليه الأشياء التي ذكرها المصنف فلا شك في حدوثه وخلقه، لأن ما أمكن عدمه استحال قدمه، وما أتصف بصفة الحادث فهو حادث.
فقوله لا أعني : أي لا أقصد .
وقوله المتلو في أيدي الورى : التلاوة: القراءة، والورى: لخلق، والمراد بكونه في أيديهم : وجوده معهم.»ففي« متعلقة بمحذوف تقديره المتلو الموجود في أيدي الورى، لا متعلقة بالمتلو لفساد المعنى، لأن التلاوة في الألسن لا في الأيدي.
والأذان : جمع أذذن وهي آلة السمع، والسمع هو قوة مودعة في العصب المفروش في مقع الصماخ، وإطلاق الآذان عليه مجاز.
وقوله فالخلق حكم فيهما : فالخلق مبتدأ خبره حكم، وفيهما مفعول الخبر.
وقوله سيان : أي مثلان، خبر لمبتدأ محذوف تقديره فهما سيان.
पृष्ठ 125