रव्द बयान
روض البيان على فيض المنان في الرد على من ادعى قدم القرآن
शैलियों
قلنا : لا نسلم وجوب تغاير المتعاطفين مطلقا بل نقول ان التغاير ثابت إن لم يدل دليل على عدم تغايرهما، ومثال عدم التغاير بينهما قوله تعالى { حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى } (¬1) . فالصلاة الوسطى ليست مغايرة للصلوات بل هي احداهن، لكن خصها بالذكر لتعظيم شأنها عليهن، ولما فيها من عظيم الثواب مما لم يكن فيهن، وكذلك الأمر لما كان أعظم شأنا من سائر الخلق خصه بالذكر لعظم شأنه لا لكونه مغايرا للخلق في معنى الحدوث. ولك أن تقول التغاير بين المتعاطفين دائم وان المراد من نحو قوله تعالى { حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى } (فالمراد) بالصلوات : ما عدا الصلاة الوسطى، فالصلاة الوسطى، فالصلاة الوسطى غيرهن بهذا الاعتبار، والأمر غير الخلق في تلك الآية. فالمراد بالخلق المخلوقات مما عدا الأمر، والأمر وان كان خلقا أيضا هو غير الخلق المعطوف عليه، كما ان الصلاة الوسطى صلاة وان كانت غير الصلوات المعطوفه هي عليهن. وأيضا فقوله تعالى { إذا فسر الأمر في الآية بالقول المخصوص الدال على الطلب من أنه له تفاسير أخر منها : الشأن والصفة والفعل والطريق. وعلى تفسير الآية بكل واحد من هذه الأشياء لا يستقيم استدلال المعترض فسقط من كل وجه تعلقه بها.
71 إن قلت قرآن مجيد ثابت في اللوح قبل العالم الجسماني
72 فأقول ذا مما يؤيد حجتي والكل مخلوق بلا اكنان (¬2)
أي إن قلت محتجا علينا ومستدلا على القول بقدم القرآن بقوله تعالى { بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ } (¬3) وقلت : ان اللوح موجود قبل العالم الجسماني (¬4) بدليل في بعض الروايات أنه أول ما خلق الله القلم، ثم قال له أكتب إلى آخر الرواية. فقد دل القرآن العظيم على أنه كان مكتوبا في اللوح، ودلت رواية على أن اللوح سابق على الأجسام المخلوقات، فأخذنا من الجميع أن القرآن قديم.
पृष्ठ 123