هذا كلامه هنا ، ولم أقف على شرحه لتلك النونية لتعذر وجوده ، لكن أخبرني شيخنا الهاشمي (¬1) - رحمة الله - وقد وقف عليه بأن هذا الشارح قد أنكر نسبة هذه النونية إلى هذا الإمام من طريق آخر هو اختلاف لهجة نظمها عن لهجة نظمه وقال فيه : (( إنها شعر فصيح لا شعر عالم )) . وساق هنالك مراثي يسدل بها على الفرق بين شعر الشاعر وشعر العالم وشعر الفصيح ، وقد صدرت منا في انكار نسبتها إليه رسائل (¬2) - جعلها الله إلى رضوانه من أعظم الوسائل - ثم أن شيخنا وأخانا سعيد بن حمد الراشدي أسعده الله وحمد صنيعه قد تكفل لنا برد شبهة (¬3) تلك النونية حيث عرضها (¬4) بنونية أخرى - جعل الله بسببها حسنة في الدنيا وحسنة في الأخرى - وقد سماها : (( فيض المنان على من ادعى قدم القرآن )) وقد كنت وعدت بشرحها في غير موضع ، وها أنا شارع في تمام ما به وعدت ومن الله أستمد العون على إتمام ما قصدت وأسأله (¬5) أن يجعله خالصا لوجهه الكريم فهو حسبي ونعم الوكيل .
قال المصنف مستعينا بالبسملة ومتبركا بها :
بداية المنظومة
بسم الله الرحمن الرحيم
1- أنكرت جهلا فطرة القرآن وجعلت كالمولى قديما ثان
... أي جحدت يا هذا الناظم بسبب عدم علمك بالتحقيقات الكلامية خلق القرآن المنزل للإعجاز على نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - ، المنقول عنه تواترا، المتحدى بأقصر سورة منه . وسميت قديما غيرنا صرنا وخالقنا تعالى، فكان يلزم على قولك هذا، أن يكون مع الله قديم ثان، وهو باطل لما سنأتي به من الأدلة .
पृष्ठ 42