لكن بعض العوام ممن يحجر عليهم الكلام في هذا المقام ، قد اختلط عليهم الكلام بالكلام ، فقرروا البراهين على قدم الكلام الذاتي ، وأدخلوا في حكمه جهلا الكلام الفعلي .
وشنعوا على القول بخلاف ما ذهبوا إليه ، ونظمت في ذلك نونية نسبت إلى ابن النظر - حاشاه عن ذلك - فإن مذهبه (¬1) رحمه الله تعالى معلوم ، حيث نفى الكلام الذاتي رأسا بقوله :
وأما كلام الله فهو كتابه كذلك قال الله للطاهر الشيم (¬2) (¬3)
... وحيث صرح بأن الجعل المسند إلى الله عز وجل خلق كله بقوله :
قال : فالجعل هو الخلق ، أم الجعل شيء غيره فيما ذكر
قلت : جعل الله خلق كله ومن الناس مقال اشتهر (¬4)
... وقد أشار أبو القاسم البرادي (¬5) عند شرحه هذه الأبيات (¬6) إلى إنكار تلك النونية عن هذا الإمام حيث قال ما نصه :
((
पृष्ठ 40