रव्द बयान
روض البيان على فيض المنان في الرد على من ادعى قدم القرآن
शैलियों
وقال الشيخ أبو يعقوب - رحمه الله - قال عز وجل: { إنا أنزلناه في ليلة القدر } (¬1) و { نزل به الروح الأمين على قلبك } و { ننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين } (¬2) . قالوا: العبارة عنه،قلنا لهم بعد قول الله تعالى: { أنزله بعلمه والملائكة يشهدون } (¬3) . قلتم العبادة عنه فمن يشهد لكم بهذا: إن كذبتم شهادة الله تعالى وشهادة ملائكته؟ فيا سبحان الله من قوم أنكروا نزول القرآن مثل أهل الأوثان، ولو عرضوا بما هم فيه بمحمد - صلى الله عليه وسلم - وجبريل الروح الأمين أنه لم ينزل به جبريل - عليه السلام - على قلب محمد - صلى الله عليه وسلم - وإنما نزل بالعبارة في القرآن وخيال جبريل الذي نزل على خيال محمد - صلى الله عليه وسلم - ولم ينزل نحن ايضا علينا القرآن، وإنما نزل على خيالنا وقوله تعالى: { وكذب به قومك وهو الحق } (¬4) وإن القوم ما كذبوا بالقرآن وإنما كذب خيالهم بالعبارة. فليس القرآن في نفسه بحق وإنما العبارة عنه هي حق، وهي التي كذب بها خيال القوم، فمن كان بهذه الصفة فليسوا بالعقلاء الذين يخاطب الله عز وجل امثالهم إلا ان تجاهلوا تعمدا. انتهى.
فأنظر كيف ألزمهم إنكار نزول القرآن أصلا، وشبههم بعبدة الأوثان وبالخيالية وهم قوم انكروا حقائق الاشياء وتحقق العلم بها، وهؤلاء كفار قطعا، ولو لم يكن إلا هذا الكلام الذي حققه هذا الإمام لكفى.
पृष्ठ 150