217

रौद बासिम

الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم -

प्रकाशक

دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع

بعض الغزوات (١)، وربّما كان [هذا] (٢) ممّا يتجنّبه بعض أهل الحياء في بعض الأزمان والبلدان لاختلاف العرف.
والقصد الاحتجاج بأفعاله ﷺ على أنّها ليست في ذلك الزّمان مما يستحيى منه، لا على أنّه كان يفعل ما يُستحيى منه في زمانه ﵇، فتأمّل ذلك ولا تغلط فيه، فإنّ الغلط فيه عظيم.
الوجه الثالث: لو قدّرنا أنّ هذا مما يجرح به لكان مما يحتمل النّظر والاختلاف، ولا يعاب على من جرح به ولا على من لم يجرح.
الوجه الرّابع: سلّمنا تسليم جدل أنّه مجروح فنحبّ (٣) من المعترض أن يبيّن لنا أنّ أهل الصّحاح رووا عن هذا الأعرابي، ويبيّن لنا كم رووا عنه لا سيّما من أحاديث الأحكام، فإنّ الحاجة إلى معرفة ذلك ماسّة.
الوجه الخامس: سلّمنا أنّهم رووا عنه وأنّه مجروح، فما وجه الاحتجاج بذلك على الشّكّ في [تعذّر] (٤) معرفة السّنن وبطلان العلم؟ وليس هذا يمنع من معرفة الحديث الصّحيح، بل كلّما كثر المجروحون قلّ الصّحيح، وكلّما قلّ سهل حفظه وأمكن /ضبطه،

(١) هي امرأة من بني غفار، أخرج حديثها أبو داود في «السّنن»: (١/ ٢١٩ - ٢٢٠)، وابن منده في «معرفة آسامي أرداف النبيّ ﷺ»: (ص/٨٠ - ٨٢).
(٢) من (ي) و(س).
(٣) في (س): «فيحب»، وهو خطأ.
(٤) من (ي) و(س).

1 / 124