रवाइक तफ़्सीर

Ibn Rajab al-Hanbali d. 795 AH
136

रवाइक तफ़्सीर

روائع التفسير (الجامع لتفسير الإمام ابن رجب الحنبلي)

प्रकाशक

دار العاصمة

संस्करण संख्या

الأولى ١٤٢٢

प्रकाशन वर्ष

٢٠٠١ م

प्रकाशक स्थान

المملكة العربية السعودية

शैलियों

व्याख्या
وهذا صريحٌ في أنَّها أيامُ التشريقِ، وأفضلُها أولُها، وهو يوم القَرِّ؛ لأنَّ أهلَ مِنًى يستقرِّون فيه، ولا يجوزُ فيه النَّفر. وفي حديثِ عبد اللَّهِ بن قُرْط عن النبي ﷺ: "أعظم الأيام عندَ اللَّهِ يومُ النَّحرِ، ثمَّ يومُ القَرِّ". وقد رُوي عن سعيد بنِ المسيبِ أنَّ يومَ الحج الأكبرِ هو يومُ القَرِّ، وهو غريبٌ. ثم يومَ النَّفْر الأوَّل، وهو أوسطُها. ثم يومَ النَّفْر الثاني، وهو آخرُها، قال اللَّهُ تعالى: (فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ) . قال كثيرٌ من السّلَفِ: يريدُ أن المتعجِّل والمتأخِّر يُغفَر له، ويذهبُ عنه الإثمُ الذي كان عليه قبلَ حجِّه، إذا حجَّ فلم يرفُثْ ولم يَفْسُقْ، ورَجَعَ من ذنوبِهِ كيومِ ولدتْهُ أمُّه، ولهذا قال تعالى: (لِمَنِ اتَّقَى)، فتكونُ التقوى شَرْطا لذهابِ الإثم على هذا التقديرِ، وتصيرُ الآيةُ دالَّةً على ما صرَح به قول النبيِّ ﷺ: "مَن حجَّ فلم يرْفُثْ ولم يَفْسُقْ رجع من ذُنوبِه كيومِ ولدتْهُ أمَّهُ ". وقد أمرَ اللَّهُ تعالى بذكْرِه في هذه الأيامِ المعدُوداتِ، كما قالَ النبيُّ ﷺ: "إنَّها أيامُ اكْل وشُرْب وذِكرِ اللَّهِ ﷿ " وذِكْرُ اللَّهِ ﷿ المأمورُ بهِ في أيامِ التشريقَِ أنواعٌ متعددة: منها: ذِكْرُ اللَّه ﷿ عقبَ الصَّلواتِ المكتوباتِ بالتكبيرِ في أدْبارها. وهوَ مشروعٌ إلى آخرِ أيَّام التشريقِ عند جمهورِ العلماءِ. وقد رُوي عن عمرَ

1 / 159