किताब अल-रवाबिउ ली अफ्लातून
كتاب الروابيع لأفلاطون
शैलियों
قال أفلاطون: فدفع ما ارتبط من النفس إلى مضيق شديد وخص المخالط بالألم الدائم.
قال أحمد: يريد 〈بقوله:〉 «ما ارتبط من النفس» أن يعلمنا أنه ليس كل الأنفس ربطت، ولا كلها سلكت إلى الطبيعة. وقد تلت بدءا إن الاستحالات والتغاير فى الدرجات حدث على كل نوع منها البعض دون الكل، وأن من الأنفس المرتبطة خالطها كما يذكر الفيلسوف حميا الطبيعة فلقيت الألم الشديد والعذاب.
قال أفلاطون: فهنالك جاء العقل لاستنقاذ النفس فوجدها لا تكاد تستنقذ إلا فى الزمان الطويل بالتدبير الذى نصفه.
قال أحمد: يقول إنه كان من ارتباط النفس بالطبيعة واستمكان الطبيعة منها أن استحال استنقاذها إلا بالمعاناة والتدبير فى الزمن الطويل.
قال أفلاطون: فخص الجسم المستدير وأطاف به الشىء الحافظ له وفتح إليه الأبواب ليوسع عليه، ثم جعل له المعاطف وما يغذيه وما يغذى المربوط به لتشتغل به عن مجاذبته، فكان جسد الحيوان الأول جنس الأجناس وصورة الصور تتلوه.
قال أحمد: الجسم المستدير عضو الدماغ، والشىء الحافظ له القحف، والأبواب يريد بها الحواس الخمس التى هى البصر والسمع والشم والذوق واللمس. فكل ذلك يفرج عن النفس ويوسع عليه. ويعنى بالمعاطف الجسد؛ وما يغذيه فهو الكلام المقوى للنفس. وما يغذى الطبيعة فالمطعم والمشرب الذى تشتغل به الطبيعة عن مجاذبة النفس؛ والحيوان صورة الصور؛ وجنس الأجناس الإنسان.
قال أفلاطون: وأوصله بعد ذلك بالعالم العلوى ليكون هو المعين على تخلصه.
पृष्ठ 211