٢٥ - عن عائشة ﵂ قالت: أوّلُ ما بُدِئ به رسول الله ﷺ من الوحى الرُّؤيا الصَّالحةُ في النَّومِ، فَكَانَ لا يَرَى رؤيا إلا جاءت مثل فَلَقِ الصُّبح، وحُبِّبَ إليه الخَلاءُ، وكان يَخْلُو بغارِ حِراء فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ (وهو التعبُّد اللَّيالي ذَوات العَدَد) (١) قَبْلَ أن يَنْزِعَ إلى أهْلِه، ويتَزوَّد لِذلكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إلى خَدِيجَةَ فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِها حتَّى جاءه الحقُّ (وفي رواية: حتَّى فَجِئَهُ الحقُّ) (٢) وهو في غار حِراء فجَاءهُ المَلَك فَقَالَ: "إِقْرأ" قال: ما أنا بِقارئٍ، قالَ: فأخَذَنِي
_________
= باب هجرة النبي ﷺ وأصحابه، وأخرج البخاري في "صحيحه" ٦/ ٤٤٤ في المناقب باب صفة النبي ﷺ من حديث أنس "بعثه الله على رأس أربعين سنة، فأقام بمكة عشر سنين وبالمدينة عشر سنين" وزاد مسلم (٢٣٤٧): وتوفَّاه الله على رأس ستين سنة، وأخرج البخاري ٨/ ١٢٨ من حديث عائشة وابن عباس ﵃ أن النبي ﷺ لبث بمكَّة عشر سنين ينزل عليه القرآن وبالمدينة عشرًا قال الحافظ في "الفتح" ٨/ ١٢٣: هذا يخالف المروي عن عائشة عقبه أنه عاش ثلاثًا وستين، إلا أن يحمل على إلغاء الكسر، كما قيل مثله في حديث أنس المتقدِّم في باب صفة النَّبي ﷺ من كتاب المناقب، وأكثر ما قيل في عمره: خمس وستون سنة، أخرجه مسلم من طريق عمار بن أبي عمار عن ابن عباس، ومثله لأحمد عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس، وهو مغاير لحديث الباب لأنَّ مقتضاه أن يكون عاش ستين، إلا أن يحمل على إلغاء الكسر، أو على من قال: إنه بعث ابن ثلاث وأربعين، وهو مقتضى رواية عمرو بن دينار عن ابن عباس أنه مكث بمكة ثلاث عشرة ومات ابن ثلاث وستين، وفي رواية هشام بن حسان عن عكرمة، عن ابن عباس: لبث بمكة ثلاث عشرة، وبعث لأربعين، ومات وهو ابن ثلاث وستين، وهذا موافق لقول الجمهور. . . والحاصل أن كل من روي عنه من الصحابة ما يخالف المشهور وهو ثلاث وستون جاء عنه المشهور، وهم: ابن عباس وعائشة وأنس، ولم يختلف على معاوية أنه عاش ثلاثًا وستين، وبه جزم سعيد بن المسيب والشعبي ومجاهد، وقال أحمد: هو الثبت عندنا.
(١) هذا مدرج في الخبر، وهو من تفسير الزهري كما جزم به الطيبي، وفي رواية البخاري من طريق يونس عنه في التفسير ما يدل على الإدراج.
(٢) هي رواية للبخاري في التفسير.
1 / 40