عزيزي أنطون وكنة عمنا العزيزة
بعد سؤال خاطركم، أطمنكم عن لفيف العائلة، فإنهم جميعا بخير. أما المرحوم ابن عمنا فقد توفي لرحمته تعالى بالفالج في 12 كانون الأول 1916، كما أخبرتكم بمكاتيب عديدة سابقا، ولم أحصل منكم على جواب واحد. إخوتك وأولادك أقامني عليهم وصيا شرعيا غبطة السيد البطريرك، فأنفقت عليهم مدة الحرب، وبعونه تعالى لا يزالون أحياء، وعاشوا أحسن من سواهم. أتعجب من تأخيركم بإرسال الدراهم حتى اضطربت أفكاري من نحوكم جدا، والآن بعونه تعالى فتحت أبواب سوريا، وانطلقت حرية البحار؛ فأسرعوا بإرسال الدراهم. الأولاد ما زالوا عندي، وقد أنفقت عليهم نحو 150 ليرة في هذه المدات، وغيرهم باعوا أرزاقهم وماتوا من الجوع.
الخلاصة: أفهمتكم اللازم؛ فأسرعوا بالدراهم، ولولا نجدة الحكومة الجديدة كان مات خلق كثير في هذا العام.
أغلب أهالي القرية أصبحوا بلا أرزاق إلا الذي لا يستطيع التصرف بالأملاك. طمنوا ساسين عن ابنة عمه حوا وولده طانيوس، صحتها جيدة، وليرسل لها دراهم بسرعة. المرسل منه على بنك ألمانيا لم ينقبض لحد الآن. وكذلك طنوس عبود وحرمة خالنا روكس وصابات عبود أهلهم أحياء، والمال المرسل منهم على البنك لم ينقبض حتى الآن، إذا أمكن استرجاعه فليسترجعوه حالا. من جهة الرهنية قد تحولت لنا، ودفعنا القيمة لأرملة المرحوم بولس عازار، وباقي عليها نحو 140 ليرة إنكليزية. إذا أردتم إرسال القيمة لنا فلا بأس، إنما أرسلوا مصروف الأولاد قبل كل شيء؛ لأن حياتهم أفضل من الرزق، والخاطر لكم. كتبت لكم جميعا بهذا الخصوص من 18 كانون الأول 1918 عند فتوح البوستة، ولا أشك في أن تحاريري وصلت لكم ولساسين، ولزوجة خالنا طنوس، ولابن خالنا حنا ، ولزوجة خالنا روكز، ولطنوس عبود ولصابات، ولم أترك أحدا.
ابن بنت خالنا أنطون بطرس توفاه الله، ولو كنت قادرا على إعاشة أكثر من 15 نفسا ما كنت تأخرت عنه، ولكن ماليتي لم تساعدني على أكثر مما فعلت؛ لأن إخوتك وأولاد خالي طنوس وابن عمك طنوس وغيرهم من الأقارب الأقربين كانوا كلهم عندي. أقدم لهم بمساعدة الله - جل جلاله - ولا يزالون عندي لحد الآن. أنتظر أول جواب منكم بشأنهم.
طمنوا خالتنا فروسينا عن زوجها وعائلتها. خالتنا كرستينا توفت، ونخلة وعائلته ماتوا جميعا، فأفهموا مريم لا ترسل دراهم لأحد، وكذلك أولاد بشارة سليمان ماتوا جميعا عدا البنت، فإنها عند خالتها في القدس.
الخلاصة أن مدة الحرب كانت أشنع الأيام علينا، وقى الله شرها ولا أعادها أبدا. سلامي للجميع. كتبت إلى ... ولترسل دراهم لي فأفهموها ذلك.
ودمتم لابن عمكم
مارون عبود
بيت بو روفائيل ماتوا جميعا إلا يوسفية قرياقس وأرسانيوس عبود وأولاده، وحنا عبود ووالدته ماتوا كلهم، بيت ناضر لم يبق منهم إلا يوسف يعقوب وولداه جرجي وديب وشكر الله ناضر، وناضر طنوس وأخوه نخلة، وهؤلاء في القدس.
अज्ञात पृष्ठ