إخراج ماء من منطقة هي في حاجة قصوى إليه. (2)
من نواميس المياه أن تذهب نزولا، فآباؤنا الرهبان - هداهم الله - يريدون أخذها بالورب وطلوعا؛ ليرضوا مآربهم وعنادهم المشهور. (3)
المياه ملك الدولة، وهم يريدون إن استطاعوا أن يتصرفوا بها تصرف المالك بملكه، مدعين أنهم يجرونها إلى دير لهم هناك، مع أن لهم عندنا ديرا مثله هو دير معاد.
يظهر أن المحبة خصائص، كما يقولون؛ ولهذا يفضلون ديرا على دير؛ ليغتصبوا ماء هو ملكنا، وليس لهم فيه أقل حق مكتسب.
يقولون: «الماء لا يمر على عطشان.» ولكن هذا لا يفهمه الراهب، ويتجاهلون كل ذلك لينفقوا من مال أوقافنا أضعاف الأضعاف، ولا يبالون بنا مع أنهم يعلمون أن مال وقف عين كفاع مثلا لا يسوغ لأحد، مهما كبرت سلطته الدينية، أن يأمر بإنفاقه في قرية أخرى إذا لم ترض القرية صاحبة الوقف، فكيف يحق للرهبان إذن أن ينقلوا مال وقف من مقاطعة إلى مقاطعة، وهذه المقاطعة مضطرة إليه ولا تحيا بدونه.
إذا أرادوا أن يسقوا دير كفيفان، فعندهم ينابيع عديدة يتنعمون بها؛ مثل: نبع حريش ونبع المغارة وغيرهما، وهي أقل تكاليف، وأغزر منافع، وهل يحق لهم أن يجودوا بمالنا على غيرنا؟
فإلى مقامكم الأسمى أشكو جور الذين يعيشون بأرزاق الأجداد، ويعطشون الأولاد والأحفاد، ولا يسقونهم كأس ماء بارد باسم من ترهبوا حبا به، ونذروا العفة والطاعة والفقر، وحبا به أيضا وقف المؤمنون من أجدادنا أرزاقهم، وحبسوها على الرهبان الأتقياء في ذلك الزمان.
وبناء على كل ما تقدم عرضه لفخامتكم، ألتمس إحالة عريضتي هذه، التي تدعمها عرائض القرى الآنفة الذكر؛ لأنني بلسانها أتكلم وألتمس ما ألتمس، آملين جميعا أن نشرب في عهدكم، وإذا لم يصغ إلى صوتنا عشنا عطاشا إلى الأبد، أو تركنا قرانا خاوية على عروشها.
فتفضلوا بأمر من يعنيهم الأمر أن يدرسوا قضيتنا الخطيرة بترو وإمعان ، وإذ ذاك نروي ظمأنا ونشرب كغيرنا من أبناء لبنان وهنيئا لمن شرب.
أيد الله فخامتكم وأمدكم بعونه؛ لتقوموا بالأعباء العظمى الملقاة على عاتقكم، سيدي.
अज्ञात पृष्ठ