في حسابه، فأفضل للإنسان أن يكون جثليق
2
إنكلترة من أن يكون خوريا آريوسيا.
وترون الثورات التي تقع في الآراء كما في الدول، وأخيرا يبعث حزب آريوس من مرقده بعد ثلاثة قرون نصر واثني عشر قرن نسيان، ولكنه أساء اختيار وقت بعثه في عصر شبع العالم فيه من المناقشات والفرق، ولا يزال هذا الحزب من الصغر ما لا ينال معه حرية المجالس العامة، أجل إنه سينالها، لا ريب، عندما يصير أكثر عددا، ولكن الناس أصبحوا من الفتور حول جميع هذا في الوقت الحاضر ما عاد لا يكتب معه حظ لدين جديد أو مجدد، أولا يثير الابتسام أن يؤسس لوثر وكلفين وزونيغمل وجميع من لا يمكن قراءتهم من الكتاب فرقا تقتسم أوروبة وأن يعطي محمد الأمي آسية وأفريقية دينا، وألا يكاد السادة نيوتن وكلارك ولوك وكلير وغيرهم؛ أي هؤلاء الذين هم أعظم فلاسفة زمنهم وأحسن حملة الأقلام في عصرهم، يستطيعون إقامة جماعة صغيرة نرى نقصان عددها يوما بعد يوم؟
ذلك ما يأتي العالم في حينه، ولو بعث كردينال ريتز في أيامنا ما أثار عشر نساء في باريس.
ولو بعث كرومويل الذي أمر بقطع رأس الملك، ونصب نفسه وليا للأمر لظهر تاجرا بسيطا بلندن.
الرسالة الثامنة
حول البرلمان
يحب أعضاء البرلمان الإنكليزي أن يشبهوا بقدماء الرومان ما استطاعوا. ولما يمض زمن طويل على بدء مستر شبنغ خطبته في مجلس النواب بكلمة: «ستؤذي جلالة الشعب الإنكليزي، إلخ.» وقد نشأت عن غرابة التعبير قهقهة كبيرة، ولكنه لم يرتبك، فكرر الكلام نفسه بلهجة حازمة، وعاد الأعضاء يضحكون، وأعترف بأنني لا أبصر ما هو مشترك بين جلالة الشعب الإنكليزي والشعب الروماني، وأقل من هذا ما بين حكومتيهما - أجل - يوجد سنات في لندن يتهم بعض أعضائه، على غير حق، لا ريب بأنهم يبيعون أصواتهم عند الفرصة كما كان يصنع في رومة، وهذا كل ما هنالك من مشابهة، فإذا عدوت هذا بدت الأمتان لي مختلفتين كل الاختلاف في الخير والشر، فلم يعرف الرومان حماقة الحروب الدينية الكريهة قط، وقد حفظت هذه القباحة لأتقياء مبشرين بالتواضع وموصين بالصبر، وكان ماريوس وسيلا، وبوني وقيصر، وأنطوان وأغسطس، لا يتقاتلون حتى يقرر وجوب لبس الكاهن قميصه فوق حلته أو لبس حلته فوق قميصه، ووجوب إطعام الفراريج المقدسة وسقيها أو إطعامها فقط نيلا للفئول، وكان الإنكليز قد شنقوا بعضهم بعضا تبادلا بأحكام من محاكمهم الجنائية ، وكانوا قد أبادوا بعضهم بعضا في معارك منظمة ناشئة عن منازعات من ذلك الطراز، وكانت فرقة الأنغليكان وفرقة البرسبيتارية قد لوتا هذه الرءوس الرصينة، فيخيل إلي أن مثل هذه الجهالات لن تصدر عنها بعد الآن، وتغدوان - كما تبدوان لي - سالكتين سبيل الحكمة على حسابهما، فلا أرى فيهما أي ميل إلى التذابح - بعد الآن - من أجل قياسات منطقية.
وإليك فرقا جوهريا أكثر من ذلك بين رومة وإنكلترة يحكم به لمنفعة إنكلترة، وذلك أن العبودية كانت ثمرة الحروب الأهلية في رومة، وأن الحرية ثمرة الاضطرابات في إنكلترة، والأمة الإنكليزية وحدها هي التي انتهت في العالم إلى تنظيم سلطة الملوك بمقاومتهم، وأقامت في آخر الأمر، وبعد جهود متواصلة، هذه الحكومة الحكيمة التي يكون فيها الأمير، القادر على كل شيء لصنع الخير، مقيد اليدين في صنع الشر، والتي يكون السنيورات عظماء بلا عتو ومن غير فسالات، والتي يكون للشعب نصيب في حكومتها بلا بلبلة.
अज्ञात पृष्ठ